كل شيء في الخياة له دواء .. إلا الموت .. ذلك السهاد الأبدي في عقلي ..

ماذا يمكن أن أقول عن الموت .. و هو أصدق الحقائق في الحياة .. و نحن رغم ذلك .. نهرب منه بكل ما أوتينا من قوة .. نود أن نظل فاقدين الوعي لتلك الحقيقة مدى الحياة .. نريد .. أن نهزم بهروبنا ضعفنا الأدمي .. و عجزنا مهما بلغنا من الجبال طولا ..
نريد أن نهرب .. من أن لكل قصة نهاية .. نريد أن نهرب .. و بكل قوة .. نركض بخوف .. هاربين من حقيقة .. أن لا خلود لك أيها الإنسان .. نريد أن نهرب من اللاوجود .. من أننا يوما سنكون نسينا منسيا ..
سينتهي كل شيء .. كل شيء ..
أشياءك المهمة .. همومك الطويلة .. أحلامك البسيطة .. و كل ما قضيته عمرا للتتعلمه .. سيمحى من ذاكرة التاريخ .. و لن يأبه بك أحد حتى أحبابك ستلتف من حواليهم الحياة بعد مدة .. و سيكونوا كما كنت .. سيؤلوا إلى ما سوف تؤل إليه .. إلى الموت ..
لطالما كان الموت بالنسبة لي جزء من الحياة .. رفيقها ..
بل رفيقا لي .. في أفكاري و مشاعري ..
لطالما هربت من الموت حتى غرقت فيه .. كالمستنقع كلما تحركت فيه .. كلما غرقت فيه أكثر .. كان متواجدا كالهاجس .. حتى في صغري ..
أراه شيء بشعا .. يجلب الغزع الشديد في داخلي .. ذلك المجهول و المصير اللامعروف .. يجلب في داخلي فزعا ..
أنا لا أريد للحياة أن تنتهي .. لا أريد ..
بل أظن أن حياة واحدة لا تكفي .. كي تستوعبها .. تظن أنك أحيانا .. كلما كبرت كلما فهمت الحياة .. إلا أنك تتفاجأ .. أنك ما زلت تطرح نفس الأسئلة ونفس الحيرة و الإرتباك الذي تعيشها مسبقا .. تظن حينما تبلغ ساعتك و موعد رحيلك إلى العالم الآخر .. أنك سترى الحقيقة أو أنها سوف تسقط من السماء بوحي .. لتنبئك عن كل ما كانت حائرا بشأنه و أنك ستفك و أنت على فراش الموت أو في ساعاتك الأخيرة شفرات الحياة المغلقة .. لا .. لن يكون هذا حالك يا صاحبي .. ستكون كما أنت .. كما أنت ..

أحيانا أشعر أن حياتي و كأنني أشاهد فيلما ثقيل الظل .. و أريدد بكل بساطة إقفال التلفاز ..

سأقوم بتنفيذ ما اقترحته .. لكن هل سأتخلص من إحساسي بالإكتئاب ..

أحيانا .. أدرك فقط إدراك هكذا من العمق بيأس و أن لا طائل من عمل أي شيء .. إحساس يباغتك بغته .. يهجم عليك دون سابق إنذار ليعلن عن وجوده بكل صخب .. تاركا وراءة إحساسة بالعدم و اللامعنى من أي شيء .. تعبت .. تعبت ..

الإحساس الدفين بالدونية .. ماذا أفعل به .. عبثا أحاول فيها إقناع نفسي بالمنطق و أنني لست أسوء الناس و لست أفضلهم ..
أشعر بإحتقان داخل قلبي .. يشتعل نارا .. خفية .. لا يوجس حرها ..
.
.
.
.
.
.
.
.
إلا أنا ..

أسوء ما يمكن أن يحصل للمكتئب هو عدم تفهم المحيطين به لمرضه .. ليس لعدم ذكاءهم .. و لكن لعدم وعهم أو ثقافتهم بالمرض و لو حتى أبسط المعلومات .. هذا يصعب على المكتئب تجاوز الإكتئاب لأنه يشعر بأنه يواجه جبهتين .. في حين هو بأمس الحاجة لأدنى تعاطف معه ..
المكتئبين في بلادنا العربية من أقوى المكتئبين .. لأنك في بيئة يمنع عنك حتى البكاء .. أو التعبير عن المرض .. لا يسمح لك حتى الإحساس بالألم ..
لا .. لا .. ممنوع
و ما أقسى أن يشعر بالوحدة و النبذ من قبل أهله أو مجتمعه .. هو يعاني الأمرين في داخله .. و لا أظن أن هناك مكتئبا قانعا بحاله و يصفق بيده طربا ..
فإن كنتم لا ترغبون في مساعدته .. على أقل تقدير دعوه و شأنه .. رفقا بالبشر .. يا عاااالم .. رفقا ..

أنا عندي سؤال من زمان أبغى اسأله ..
عضو دائم و له حصانه إيش تعني ..
حصانه عن إيش يعني .. ؟؟؟

مستبشرة خيرا ..

إني أرى نورا في نهاية النفق .

أحيانا أشعر بالسذاجة المتعمدة من قبلي .. فما زلت أرغب بأن أرى الخير في الناس .. مهما حصل .. و مهما جرت لي من مواقف أو أحداث ..
الأحكام المطلقة على البشر و تصنيفها قد طلقتها منذ زمن بعيد .. لا يوجد على هذه الأرض شياطين و لا يوجد فيها ملائكة ..
نحن بشر .. كل ما نفعله أننا نحاول أن نعيش على أفضل وجه ممكن تسمح به الظروف و الإمكانيات ..
مرهق حقا و مجحف تصنيف الناس ..
لا يهمني حقا لا .. عرقه و لا لونه و لا حتى معتقده الديني .. فلست برب البشر .. ( لكم دينكم و لي دين ) ..
كل الناس على إختلاف مشاربهم و ثقافاتهم تسعى لأشياء متشابه .. تريد العيش الكريم .. تريد الأمان .. العائلة .. المال .. الإستقرار .. الصحة .. فلما ..
الرفض و التعصب و الكره من أجل ماذا .. ؟!!
ألسنا نعاني الآن نحن المسلمين من الإقصاء و الإجحاف بسبب التعميم و رفض الأخر ..

فهمت إلى ماذا ترمي إليه .. هي لم تتخلى عن دورها كمعالجة .. بل قدمت لي التوجيهات و التعليمات للخروج من أسر الإكتئاب ..
بل أجد كلامها منطقيا .. هل لك أن تطلب من شخص مريض أن ينتج .. صعب .. إضطراب المشاعر يخل بعمل العقل .. أليس طلاق الغضبان البعض لا
يقره .. لكون الشخص في حالة إظطراب شعوري شديد أثر في حكمه المنطقي و إداركه .. هو كما المكتئب .. مشاعرة المضطربة تسبب توقف حياته .. فمها حدثته بالمنطق لن يقبل و هناك مواقف كثيرة في هذا المنتدى تدل على ذلك في ملتقى الإكتئاب ..

طاب مساؤك و طابت حياتك أيها الطيب ..

إلهي في هذه الساعة المباركة ..مغفرة و رحمة و راحه في الدنيا و الأخرة .. لي و لكل عضو من آل نفساني .. يارب يا أكرم الأكرمين و يا من رحمتك وسعت كل شيء ..

مزاجيتي .. بلائي