نفساني - حوار بين ابناء الدهر ( يوم سعيد ) وو(يوم تعيس)!!

اجتمع الدهر بإبنيه اليوم السعيد واليوم التعيس وطلب من كليهما أن يبين كيفية استقبال الناس لهما.

فقال اليوم السعيد: أنا من يؤمن للإنسان الحياة الهانئة بعيداً عن الأكدار والمنقصات فأبعث إلى نفسه السرور بعيداً عن الحزن , أنا مجمع الأفراح و اليسر ومظهر القوه , وبي يبتهج الإنسان وتستعد أيامه وتصفو حياته .
وقال اليوم التعيس: أنا من يخضع الإنسان لتغلب الزمن و أحداث الأيام فصحيح أن أوقاتي مرة عصيبه ولكنها مقياس لرجولة المرء وقدرته على الكفاح , فالمصائب محك الرجال تكسب المرء الصلابة والحنكة وتزوده بالتجربة النافعة فإذا استطاع المرء أن يصمد أمام الخطوب وأن يتغلب عليها تمكن من فرض إرادته على الأيام ولإخضاعها لمشيئته وجعلها تنقاد له والحياة في حقيقتها سلسلة كفاح والجهاد في سبيل العيش والسعادة والتقدم.
رد اليوم السعيد قائلاً: أحسنت يا أخي فالسرور نهار الحياة والحزن ليلها , ولا بد للنهار الباسم من أن يعقبه الليل القاتم . ومادام الأمر كم ذكر فلم العبوس ساعة النوازل مادامت حقيقية ...سعادة وهناء وشدة ورخاء . وإذ ما أقبلت أيام السرور فعلى المرء أن يستقبلها بما تستحق من تمتع بالحياة بلا إفراط وإقبال دون أن تصرفه عن التفكير في تغيير الأحوال وزوال الثروه والمال , فعليه أن يمارس حياته ممارسة من يعلم استحالة دوام الأحوال , ويجد في استغلال كل فرصه سعيده استعداد منه لليوم الذي سيكون عليه .
فما كان من اليوم التعيس إلا أن قال :إذا مادامت الحياة هكذا أما العاقل يتخذ لكل يوم عدته فعليه أن يستقبل صدمات الدهر بصبر وثبات لا ينهار . وليعلم المرء أن كل شدة تحمل به لابد أن تنكشف وتزول .
قال تعالى : (إن مع العسر يسرا) .... سعد الدهر لسماعه الحديث الشيق الذي دار بين إبنيه اليوم السعيد واليوم التعيس فقال: خير الناس من عمل في يوم نعيمه مايساعده على العيش الكريم في يوم بؤسه , لأن الدهر يومان : يوم لك و يوم عليك .

منقووووووووول

البتار