عرض مشاركة واحدة
قديم 18-03-2016, 05:50 PM   #1
سوتولافنارو
عضو نشط


الصورة الرمزية سوتولافنارو
سوتولافنارو غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 51767
 تاريخ التسجيل :  09 2015
 أخر زيارة : 02-04-2025 (10:20 AM)
 المشاركات : 102 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
"السعادة" ليست نقيض الإكتئاب



السلام عليكم وجمعة مباركة على الجميع..

كثير ما ألحظ ان الناس في هالمنتدى وغيره يتكلمون عن السعادة وكأنها القضية المحورية المفقودة في الإكتئاب وفي المكتئبين.. وهذا قطعا وقولا واحدا خطأ.. وسأشرح لماذا.

كما تعلمون أن من أٌصيب بالإكتئاب الجسيم يحدث له ما يشبه صدمة وجودية يُعيد بعدها كل حساباته وفلسفته بالحياة وتقييمه للأشياء ويبدأ يفكر بأشياء وامور بعمره ما فكّر فيها ولا حتى اقترب منها.. يحدث كل هذا سريعا.. وأنا ممن أُصيبوا بالاكتئاب الجسيم الذي قتل شهيتي لأيام ومنع عني النوم.. ولو أنه ما طول كثير.. إلا انه هذي التجربة القصيرة تكفي رعبا أنها تبقى راسخة بالمخ وتظل طول الساعات والليالي تفكّر بالإكتئاب وتحلّل وتسأل نفسك: يا نفس ما أصابك؟ ماهذا الشي؟ هل هو جن ام انتقام عقلك منك بعد ان اهملته لسنين؟ .. وتخشى في كل ساعة ودقيقة انه الامر يعود ويفسد كل شيء

وتبدأ بعدها بالكثير والكثير والكثير من القراءة عن الاكتئاب وعلم النفس.. أنا على الأقل أحد هؤلاء وأخرج بنتائج وهذا الموضوع احدها وأحببت ان اشارككم فيه

يقول سيغموند فرويد (مؤسس علم التحليل النفسي) : "نحن (أي البشر) مخلوقات تعيسة لإن السعادة لم تكن متضمنة في خطّة الخلق.. كل ما علينا أن نحافظ على التعاسة العادية". وفرويد يقصد بـ "التعاسة العادية" تلك التعاسة التي لا تقتل شهيتك ولا تمنع النوم ولا تعطّل انتاجيتك.
طبعا حتى لو فرويد قال هالكلام لا يمنع اخطأ في بعض الحقيقة وأصاب في بعض أكيد !.. ليش؟ ببساطة لأنه علميا وإحصائيا هناك ناس سُعداء حتى ولو كان عددهم قليل جدا جدا نسبة لعدد البشر كلهم. وأنا لما اقول قليل جدا أقصد أنه: حتى البشر غير المكتئبين أكثرهم "غير سعيد" !

ايوااا.. دخلنا الان في صلب الموضوع "السعادة" الإكتئاب DBYD20070827230348.g_"السعادة" الإكتئاب DBYD20070827230348.g.. إي نعم يا أخواني.. السعادة عبارة عن (كما يقول الدكتور صلاح الراشد) "مهارة"!.. إيش يعني مهارة؟ يعني نفسها نفس مهارة تعلم لغة..مهارة التعامل مع الناس.. مهارة التكلم.. مهارة القيادة وهكذا.. شيء تتعلمه وتتدرب عليه حتى تتقنه. وليس أمر ينزل عليك من السماء عزيزي الواهم!

أعتقد يا إخوة إن ما يفتقده المكتئب ليس السعادة كما هو دارج.. بل قولا واحدا "الطمأنينة".
وجود الطمانينة يعني انك غير مكتئب والعكس صحيح. كل ما قلت الطمأنينة ستجد ريحا من ريح الإكتئاب حتى تسقط فيه برمته عندما تنعدم تماما. انعدام الطمأنينة يلخبط شهيتك ونومك وإنتاجيتك.

أيام دراستي في الجامعة لم أكن سعيدا البتة وقصيت سنوات جحيمية بسبب الجامعة الصعبة.. لكني كنت مطمئنا أنه لن تحدث فاجعة بالغد.. هذا ما أدركته بعدما مرت السنين

ختام:

أخي المكتئب: لا تجعل السعادة علامة على تعافيك من عدمه.. بل اجعل الطمأنينة فكلما كنت مطمئنا كنت غيرت مكتئبا والعكس.. لإن السعادة أمرها صعب ولا تعتقد انه الناس الأصحاء سعداء والله أنهم اكثرهم غير ذلك لكنهم يجدون الطمأنينة.

والسلام

المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس