السلام عليكم ،
يبدو أني لا أعرف كيف أبدأ الحديث في موضوعٍ ما ،
لا في الواقع ، ولا في العالم الإفتراضي ..
لذلك سأدخل مباشرة في موضوعي أو قصّتي بدون مُقدّمات ..
إعذروني مُقَدّماً إن تسببت لكم ببعض الملل ..
لكني لم ولن أستطع البَوح لأحد في حياتي ،
لكن لعلّي أجد هُنا مُتنفّس جديد لي ،
حيث أني حديثة عهد بالمنتديات أيضاً ،
فهذا أول منتدى أشارك فيه ..
رُبما كانت حياتي كحياة الكثيرين ، مع اختلاف بعض التفاصيل ،
نشأت طفلة خجولة ، بعد أُختَين وثلاثة إخوة ،
رُبما الهدوء الزائد هو سِمة موروثة في العائلة ،
ورُبّما كان الموضوع أشد وطأة عليّ ،
حيث كُنت الشخص السيئ في العائلة ،
عنيدة ، غير مُطيعة ، منبوذة من والديّ وإخوتي ،
خصوصاً أختي الأكبر وأخي الأصغر ، الكثير من المشاكل والمُشاحنات ،
كُنت أُدافع عن نفسي المظلومة برأيي ،
لكن كنت الخاسرة غالباً ..
أما خارج المنزل ، أتحوّل إلى شخص آخر نهائياً ،
(ابنتك هادئة وخجولة جداً )<<< أحدهم يقول ذلك ،
فترد أمي بإستهزاء <<< هذا أمامكم ، تعالوا شوفوا بالبيت كيف! .....
وهكذا ، الكثير من المواقف ..
في المدرسة ، كنت لا أقول لوالدتي عن اجتماع الأمهات ، ولا حفلات التخرج ،
حتى لا تفضح سرّي أمام معلماتي ، ووالدتي لم تكن تهتم بالسؤال ولا الحضور الحمدلله ،
أتحجج دائماً أنها متعبة أو مشغولة ولم تستطع الحضور،
أعترف أني كنت أشعُر أني كاليتيمة ، حتى من كانت يتيمة ، كانت تأتي أختها الكبرى أو خالتها أو عمّتها ..
علاماتي الدراسية كانت دائماً مرتفعة ،
رُبّما في الإبتدائية كان فيني بعض الجُرأة مع زميلاتي ،
لكن بوجود المعلمات ، أُصبِح كالجدار ..!
لا وجود ولا مشاركة إلا نادراً جداً ،
إجتهادي لا يظهر إلا على أوراق الإمتحانات ،
تظهر إجابات نموذجية ، مميزة ، رائعة ، والكثير من المديح عندما تسأل المُعلمة بعد أول امتحان
(من هي فُلانة صاحبة هذه الورقة ؟ )
فُلانة هذه عَدّت وأنهت سنوات دراستها الجامعية بتفوق ، على الورق طبعاً ،
وحصلت على علامات عالية أدّت لحصولها على وظيفة (تدريسية)..!
وها هي الآن تُكمِل دراستها الماجستير ..
هناك أمر غريب لا أجد له تفسير للآن ، ويتكرر للآن ،
البعض من المعلمات سابقاً ( وحالياً البعض من الموظفات الأكبر مني سِنّاً )
أشعُر بكثير من الإحراج والخجل الشديد بوجودهم ، أو عند حديثهم معي ،
وأتمنى لو أني أستطيع الإختفاء بوجودوهم ،
وفي نفس الوقت ، أتألم إذا لم أراهم أحد الأيام ، أو لم أُسلّم عليهم ..!!
من يُصدّق أن أوّل نوبة اكتئاب تأتيني كانت بسبب موقف كهذا ..!
كانت نوبة شديدة ، ربما منذ عام ، هي قصة أخرى طويلة ،
وإلى الآن لازلت أُعاني وأتألم وأنتكس كل فترة من آثارها ..
هذا مُلخّص ، بأفكار متناثرة ، آملة ممن لديه الخبرة بإفادتي مما أُعاني ؟
وماهي مشكلتي ؟
أهو الرّهاب الإجتماعي ؟
إذا كان كذلك فكيف أنا الآن مستمرة في وظيفتي التدريسية عدة سنوات لطالبات قريبات من عُمري ؟
أستطيع أن أشرح لهم بتفصيل واهتمام دون الشعور بالإحراج ، إلا في البداية طبعاً ..
أما مع زميلاتي الموظفات ، علاقتي بهم جيدة مع أنها سطحية ،
أما الأكبر مني عمراً ومنصباً ، لديّ أزمة في التعامل معهم كما ذكرت سابقاً ..
وعموماً ، كما يُقال عني ، هادئة ، مسالمة ، قليلة الكلام حتى مع زميلاتي ،
اكتشفتُ حديثاً أن لا أحد قريب مني ، لا أعرف أن أتحدث مطوّلاً مع أحد ،
ولا أن أفتح موضوع حتى مع أقرب صديقة ،
لا أعرف كيف أشكو ، أو أشرح مشكلة لي ،
وحيدة منذ عرفت نفسي ،
حالتي الآن أكثر سوءاً ،
الإكتئاب يكاد يقتلني ،
وذاك الذي أظنّه رُهاب ، قد زاد حاله ،
للأسف أني توقّفت عن دراستي ،
أخشى أن أفقد وظيفتي ..
أسمع الكثير من التأنيب ممن حولي ،
حاولت أن أشرح لكن لا أحد يفهمني ،
مؤلم جداً أني لم أكن أتخيّل نفسي أن أصبح فاشلة يوماً ،
يظنون أن مابي كسل ، دلع ، تهرّب من العمل ، ومن الدراسة ..!
قيمتي كانت بإنجازاتي ، في عيني وفي أعين من حولي ..
الآن أنا أفقد إنجازاتي ، سقطت من عين نفسي ومن أعين الجميع حولي ،
لا أحد اهتم ، ولا أحد ساعد ، حتى أنا لم أستطع مساعدة نفسي ..
فمن أجل ماذا أعيش الآن .؟!
احتواء ، اهتمام ، حُب ، صداقة ..الخ << كلمات لم أكن أعرف معناها ،
لكن أشعر الآن أني بأمسّ الحاجة لها ..
الشعور بالإختناق الدائم ، هو ما أشعر به دوماً ،
هل من علاج أو دواء لهكذا حالة ؟!
مع العلم أني توقفت كثيراً خلال كتابتي ،
لا أعرف إن كُنت استطعت أن أوصل إليكم شكواي بطريقة واضحة .!