عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحبا بك اخي الحبيب
بدايةً أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يصلح لك زوجتك ، وأن يذهب حدة طبعها وسوء أخلاقها ، وأن يجعلها من خيرة النساء ، وأن يرزقك معها الأمل والأمان والاستقرار ، وطيب العشرة ، إنه جواد كريم .
وبخصوص ما جاء في رسالتك : فإن الزوجة الناجحة تهتم بزوجها وتقدره، وهو كذلك يبادلها الاحترام والمشاعر الطيبة، وكما قالت المرأة الحكيمة في وصيتها: كوني له أرضاً يكن لك سماءً، وكوني له أمةً يكون لك عبداً، والإسلام دعا إلى حسن المعاشرة من جانب الرجل والمرأة، وهي تشتمل على كف الأذى، وبذل الندى، وطلاقة الوجه، وحسن المعاملة.
وقيل أن نبحث عن الأسباب، أرجو أن أذكرك بضرورة النظر إلى الجوانب الإيجابية، فإن رسولنا صلى الله عليه وسلم قال : (لا يفرك مؤمنٌ مؤمنة إن كره منها خلق رضي منها آخر) وقد ذكرت في سؤالك الجوانب السلبية، ولا شك أن هناك جوانب إيجابية أرجو الالتفات إليها واتخاذها منطلقاً للإصلاح، فالصواب أن تقول لها: أنت مهتمة بنظافة البيت وحريصة على صلاتك، وهذا مما أشكرك عليه، ولكني أنبهك إلى ضرورة الاهتمام بالزوج الذي هو أساس البيت، وهذا لو خفقت من هذه العصيبة لأنها تؤثر على نفسيتنا و نفسيات الأطفال مستقبلاً.
ولا بد يا اخي الحبيب من البحث عن مدخل حسن إلى نفس هذه الزوجة، فإذا كانت شخصيتها بصرية بمعنى أنها تهتم بالثناء على مجهوداتها، والاهتمام بمشاعرها، ومن ذلك الابتعاد عن المقارنات، وتجنب الحديث عن نساء أخريات في وجودها،
وقد يكون يا اخي الحبيب أنها تقدر معاملتك لها، ولكن كثير من النساء لا تحسن التعبير عن مشاعرها،
و أرجو منك أيضا انظر و التمعن جيداً في الموضوع فقد تكون لهذه المشكلة أسباب أخرى، مثل المضايقات من بعض الجارات أو ظروف مرضية لا قدر الله، ولا شك أن المرأة تتأثر جداً في ظروف الحمل وفي أيام الدورة الشهرية، وقد راعت الشريعة هذه الجوانب، فوضعت عنها الصلاة وشطر الصيام، وهذه دعوة للرجال لأخذ هذه الظروف في الاعتبار، ولا مانع أيضاً من تنبيه هذه الزوجة إلى ضرورة الاجتهاد في تغيير طريقتها والتوفيق بين حقوق الزوجا، وذكرها بأن الرجل يحتاج إلى اهتمام زوجته به عند خروجه ودخوله، والابتسامة عند طعامه والهدوء عند منامه، وأن الزوجة العاقلة تقدر معاناة زوجها في العمل، وتحسن الاعتذار إذا كان هناك مانع يمنعها من القيام بواجباتها على الوجه الأكمل، وأرجو أن تهتم بالتزين حتى تُلفت نظرها إليك.
و أخيرا أنصحك يا اخي الحبيب بصبر الجميل فا كثير من الأزواج يعانون من زوجاتهم ، ولكن بصبر فرج الله لهم ، و أسال الله ان يوفقكما للخير و ان يسعدكما في الدنيا وفي الآخرة