عرض مشاركة واحدة
قديم 20-01-2018, 09:25 AM   #1
المسلاتى
عـضو أسـاسـي


الصورة الرمزية المسلاتى
المسلاتى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 46734
 تاريخ التسجيل :  04 2014
 أخر زيارة : 19-02-2022 (09:06 PM)
 المشاركات : 1,381 [ + ]
 التقييم :  12
لوني المفضل : Cadetblue
لقد خلقنا الإنسان في كبد




بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم

الإنسان
يقول الله تعالى : " لقد خلقنا الإنسان في كبد " سورة البلد ( 4 ) .
أي : لقد خلقنا ابن آدم في شدة ونصب وعناء من مكابدة الدنيا وأهوال الأخرى .
يقول الحسن تعالى : يكابد الشكر على السَّرَّاء ، والصبر على الضَّرَّاء ، لأنه لا يخلو من أحدهما ، ويكابد مصائب الدنيا ، وشدائد الآخرة .
وقال يمان: لم يخلق الله خلقا يكابد ما يكابد ابن آدم، وهو مع ذلك أضعف الخلق .
قال القرطبي : قال علماؤنا : أول ما يكابد قطع سرته ، ثم إذا قُمِط قماطا ، وشد رباطا ( 1 ) ، يكابد الضيق والتعب، ثم يكابد الارتضاع ، ولو فاته لضاع ، ثم يكابد نبت أسنانه ، وتحرك لسانه ، ثم يكابد الفطام ، الذي هو أشد من اللطام ، ثم يكابد الختان ، والأوجاع والأحزان ، ثم يكابد المعلم وصولته ، والمؤدب وسياسته ، والاستاذ وهيبته ، ثم يكابد شغل التزويج والتعجيل فيه ، ثم يكابد شغل الاولاد والخدم والاجناد، ثم يكابد شغل الدور، وبناء القصور، ثم الكبر والهرم ، وضعف الركبة والقدم ، في مصائب يكثر تعدادها ، ونوائب يطول إيرادها، من صداع الرأس ، ووجع الاضراس ، ورمد العين ، وغم الدين ، ووجع السن ، وألم الاذن .
ويكابد محنا في المال والنفس ، مثل الضرب والحبس ، ولا يمضي عليه يوم إلا يقاسي فيه شدة ، ولا يكابد إلا مشقة .
ثم الموت بعد ذلك كله ، ثم مسألة الملك ، وضغطة القبر وظلمته ، ثم البعث والعرض على الله ، إلى أن يستقر به القرار، إما في الجنة وإما في النار ، قال الله تعالى : " لقد خلقنا الانسان في كبد " ، فلو كان الأمر إليه لما اختار هذه الشدائد .
ودل هذا على أن له خالقا دبره ، وقضى عليه بهذه الاحوال ، فليمتثل أمره .

المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس