عرض مشاركة واحدة
قديم 04-05-2018, 03:22 AM   #1
محمد البدراني
عضومجلس إدارة في نفساني
((جينرال الدواسر))


الصورة الرمزية محمد البدراني
محمد البدراني غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 42049
 تاريخ التسجيل :  01 2013
 أخر زيارة : 15-06-2025 (11:41 PM)
 المشاركات : 16,462 [ + ]
 التقييم :  169
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Darkseagreen
لا حزن بعدها ولا هم انت تعاال بس



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.

الآية التالية تشمل كل مؤمن لكنها تشمل شمولاً أولياً النبي عليه الصلاة والسلام :

أيها الأخوة الأكارم، مع الدرس الثالث عشر من سورة الزُمَر، ومع الآية السادسة والثلاثين، وهي قوله تعالى:
﴿ أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ *وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ ﴾

الآية الأولى:
﴿ أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ﴾

في هذه الصيغة استفهامٌ تقريري، والاستفهام التقريري يعني أن الله كافٍ عبده..
﴿ أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ﴾

الله يكفي عبده، وعبده هو الذي عرفه؛ الذي عرف مقام الألوهيَّة، وعرف مقام العبوديَّة، عرف فقره وغنى ربًّه، عرف ضعفه وقوة ربه، عرف جهله وعِلم ربه، عرف أنه حادث وأن الله قديم، عرف حقيقة افتقار الإنسان إلى الله، وعرف عظمة الله عزَّ وجل، هذا العبد الذي عرف، وهذا العبد الذي أطاع، وهذا العبد الذي تقرَّب، هذا هو المقصود بقوله تعالى:
﴿ أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ﴾

فبعد أن تعرف، وبعد أن تستقيم على أمر الله، وبعد أن تتقرَّب إليه، الله جلَّ جلاله ألا يكفيك؟ ألا يكفيك أمر الدنيا؟ ألا يكفيك أمر خصومك؟ ألا يكفيك أمر أعدائك؟ ألا يوفِّقك إلى ما تحب وترضى؟ ألا ترى الأمور ميسَّرةً؟ هل يستطيع أحدٌ كائناً من كان أن ينال منك؟ كيف ينال منك وأنت مع الله، وكل من في الكون بأمر الله عزَّ وجل؟
هذه الآية تشمل كل مؤمن، لكنها تشمل - كما قال المفسِّرون - شمولاً أولياً النبي عليه الصلاة والسلام، فخصوم النبي، أعداء النبي، المشركون، الكفَّار لن ينالوا من النبي، لن يستطيعوا أن يطفئوا دعوة الله عزَّ وجل، لن يستطيعوا أن يفعلوا شيئاً أمام هذا الدين العظيم، أمام هذا الطود الشامخ.
أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ آية تبث الطمأنينة في نفس المؤمن :

لذلك هذه الآية إذا عقلها المؤمن تبثُّ في نفسه الطمأنينة، أنت مع من؟ أنت مع الخالِق وخصومك مع المخلوقين، أنت مع الرازق وخصومك مع المرزوقين، أنت مع من بيده ملكوت السماوات والأرض، أنت مع مَن كل من في الكون دونه، دونه في القوة، قوتهم من قوَّته، لا وجود لهم أمام وجوده:
﴿ أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ﴾

أفيعقل أن تؤمن به وأن تستقيم على أمره وأن يخوِّفك من خصومك؟ وأن يحوجك إليهم؟ وأن يسلطهم عليك؟ وأن يجعل مصيرك بين أيديهم؟ لكن إن لم نعبده ربَّما كان ذلك، ربَّما كان المُقَصِّر فتنةً للكافر، ربَّما سُلِّط الكافر على المؤمن، لكن إذا كان المؤمن عبداً لله بالمعنى الصحيح:
﴿ أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ﴾

انظر إلى التاريخ، سيدنا يوسف كان عبداً لله عزَّ وجل، ماذا فعل معه أخوته الذين حسدوه وكادوا له وألقوه في الجب؟ ماذا فعلوا معه؟ كان في النهاية أن دخلوا عليه فعرفهم.
﴿ وَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ ﴾

[ سورة يوسف: 58]

﴿ قَالُوا أَئِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ﴾
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس