عرض مشاركة واحدة
قديم 25-01-2005, 01:10 PM   #2
أ.عماد الدوسري
عضو مميز جدا وفـعال


الصورة الرمزية أ.عماد الدوسري
أ.عماد الدوسري غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5348
 تاريخ التسجيل :  12 2003
 أخر زيارة : 07-11-2005 (09:30 AM)
 المشاركات : 1,599 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحبا بك اخي الفاضل (( الصدر الحنون ))
ونسأل الله جل وعلا أن يبارك فيك وأن يحفظك من كل مكروه وسوء، وأن يسترك في الدنيا والآخرة، وأن يشرح صدرك للإيمان، وأن يمن عليك بسعادة الدارين ، وان يحقق ما تريد وان يوفقك للزواج و الستر علي نفسك .


و بخصوص ما جاء في رسالتك : فإنه من المعلوم شرعاً أن الإسلام لا يقر أي علاقة بين الرجل والمرأة إلا في الإطار الشرعي وهو الزواج أو الرضاع أو النسب، وما سوى ذلك فكلها علاقات محرمة شرعاً، ولا يجوز عقد أي صداقات بين الرجل والمرأة مهما كانت النوايا والمقصد الذي يدعيه الإنسان، ولذلك فمحادثتك لهذا الفتاة وصداقتك أو اتصالك بها لمدة اكثر من 3 سنوات -كما ذكرت- كله محرم شرعاً ومعصية يجب عليك التوبة منها ، وعلم يا اخي الفاضل ان لكي بداية تبدا بغلط تكون نهايتها غير مفرحه وهذه ما حصل لك .

ولكن طالما انك تغير تفكير الي الافضل و الصواب وهو الزواج فا اقول لك : لا يخفي عليك أن أركان الإيمان ست ، وأن منها : أن تؤمن بالقدر خيره وشره من الله تعالى ، وتعلم أن الله أول ما خلق خلق القلم فقال : ( اكتب ، فقال : وما أكتب؟ قال : كل ما هو كائن إلى يوم القيامة ) فجرى القلم بكل ما سبق في علم الله تعالى ، ولذلك لا يقع في ملك الله إلا ما أراد الله ، فهو سبحانه قد قدر المقادير ، وقسم الأرزاق قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، ومما قدره الله مسألة الزواج ، فإذا كان للإنسان نصيب في إنسانة فلا بد من أن تكون من نصيبه رغم أنف الناس جميعاً ، وإلا فمن المستحيل أن يصل الإنسان إلى شيءٍ لم يقدر له أبداً كائناً من كان .

فما علينا إلا أن نأخذ بالأسباب ، ونكثر من الدعاء ، فإن كان لنا نصيب وقع ما قدره الله ، وإن لم يكن لنا من نصيب فلا بد لنا من الرضا والتسليم لمراد الله تعالى ؛ لأن من رضي فله الرضا ، ومن سخط فله السخط ، ولن يغير الله شيئاً.

وأما عن موقف والدك : فأرى أن تلح عليه في تحقيق رغبتك ما دامت الأخت ذات أصلٍ ودين ، وأنها لا تقل نسباً وكفاءة عن قبيلتكم ، ولا مانع من الاستعانة ببعض أهل الفضل والصلاح ليقنع والدك ، وليساعدك في الزواج من تلك الأخت ، لأن موقف والدك هذا فيه نوع من التحكم بغير حجة أو سندٍ شرعي ؛ لأننا قد نقول بأن ذلك من حقه عند انعدام الكفاءة أو الدين ، أما والأخت ذات أصل ودين فالأولى به أن يعجل بالموافقة .

نصيحتي لك اخي الحبيب : ان أصر والدك بعدم زواج من هذه الفتاة فا أرجو ان تسلم أمرك الي الله وتقطع علاقتك مع هذه الفتاة ، واعلم ان من ترك شي لله عوضه الله بخير ان شاء الله ، واعلم انك بذلك ترضي ربك ثم ولدك فا الله عز وجل أوصانا علي عدم عقوق الوالدين ، وعلم أن إكرامك لوالدك سيعود أثره عليك في الدنيا في رزقك وأولادك ، وفي الآخرة يدخلك جناته ويرضى عنك .
وان كنت ترى ان في هذه الأمر ظلم من والدك فلا تتحامل على والدك مهما كان ظلمه وعدوانه وحسابه على الله الذي لا يحب الظالمين ، وأنه سبحانه لا يظلم مثقال ذرة ، فما يقع منه ظلم عليك سيحاسبه الله عليه ، فلا تشغل بالك بهذا ، فالله أرحم الرحمين ، ولا يحب الظالمين ، ولكن نصيحتي ألا تبادله الظلم بالظلم ؛ لأنك ستكون مثله تماماً ، وتحشر يوم القيامة مع الظالمين ، وعليك بالدعاء لنفسك وله بالهداية .

أضف إلى ذلك : لا بد لك من استخدام سلاح الدعاء ، والإلحاح على الله أن يشرح صدر والدك ، وأن يوافق على زواجك منها ، واعلم أنه لا يرد القضاء إلا الدعاء ، فعليك بالدعاء ، وكذلك الاستغفار والصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، واعلم أنه على قدر اجتهادك في ذلك سوف تقضى حاجتك عاجلاً بإذن الله ، مع تمنياتنا لك بالتوفيق وتحقيق المراد.