عرض مشاركة واحدة
قديم 24-03-2005, 11:40 PM   #1
Fatma
عضو مميز جدا وفـعال


الصورة الرمزية Fatma
Fatma غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 271
 تاريخ التسجيل :  07 2001
 أخر زيارة : 30-04-2012 (09:42 AM)
 المشاركات : 1,583 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
زيارة إلى دار رعاية الطفولة......



بسم الله الرحمن الرحيم

قبل سنتين, ذهبتُ في رحلة مع عدد من طالبات مدرستي,
إلى دار رعاية الطفولة, وهو مُخصص للأيتام, حيث أقمنا لهم
عدداً من الألعاب, والرسم وغيرها......

منذ تلك الزيارة, وحتى اليوم, لاأزال أذكرهم, وأذكر شكل وأسامي
البعض, ممن تركوا في بالي أثر, وحصل مرة أن حلمتُ بهم.....

أول أمس, في برنامج لأوبرا, الذي يُعرض على قناة أم بي سي4,
تحدثت فيه عن اليتامى في الصين, وكانت الحلقة مؤثرة للغاية, وقوية,
أعادت لي ذكريات تلك الزيارة......وشعرتُ حينها أني غير قادرة على البقاء
هادئة ولاأفعل أي شئ....

ولأني الآن, استطيع القيادة, قررتُ أن أشترك في تلك الدار
كمتطوعة, بحيث أذهب إليهم في زيارات مُنتظمة, وأشارك هناك.

اتصلتُ أول أمس, وأخبرتني بموقعم, واستطعت اليوم الذهاب
إلى هناك, لكن المُشرفة على المكان كانت قد ذهبت هي وعدد
من مسؤولي الدار وطلبتها إلى رحلة, والمتبقين كن عدداً من النساء
ومعهم أطفال رُضّـع, أعمارهم مابين 3-7 أشهر, فأخبرتها إني
أود البقاء ووافقت, وكانت هناك متطوعة أجنبية.

في ذلك الوقت, كُنّ يُحممن مجموعة مجموعة من الأطفال, ويأخذن
المجموعة الجاهزة للنوم, ولذا تبقى من الأطفال المستيقظين حوالي
4, منهم طفل يبدو أقل من السادسة, غير قادر على السير, وعقله أقل
من سنه بكثير, كان جالساً على كرسيه في الزاوية ويبدو أنه ينظر بعيداً,
وحينما رآني, مد يديه, وحين امسكتهما, شدني, وشد جسده نحوي,
فجلستُ على الأرض, وأجلسته على حُضني وغنيت له, وقبلته,
تأثرتُ به كثيراً, وأحببته, واسمه "عمر" انكسر قلبي حينما رأيتُ
كيف تجاوب معي بسرعة هائلة, فكان يهز نفسه مُمسكاً يدي, ويبدو
مسروراً وضاحكاً..... وبعد 10 دقائق أقبلت إحدى العاملات في الدار
لتأخذه للاستحمام....

توجهت بعد ذلك لطفلة عمرها ربما 7 أشهر أو أقل, وأجلستها على حضني
أحببتها, وأحببتُ براءتها, وانكسر قلبي مرة آخرى, حينما رأيتُ عينيها اللتين
كانتا حزينتين, وأصبعا الذي تمصه, حضتنها وأخذتها إلى الغرفة التي يفترض
أن تنام فيها, وهناك سمعتُ بكاء طفل, اقتربتُ منه, كان عمره 4أشهر,
كانت الدموع في عينيه, ونظر إلي ابتسمتُ له, ووضعت يدي علي,
وعندما رأتني طفلة أخرى أفعل ذلك وقفت في سريرها, ونظرت إلي, وضحكت,
وعندما اقتربت منها مدت يديها لأحملها, ولكني عجزت لأني أحمل طفلة أصلا
في يدي..., وعندما لم استطع بكت.... خرجت من الغرفة تلك بحضور إحدى
المشرفات,وأخذت تلك الطفلة التي في يدي إلى غرفة أخرى, غنيت لها, وحضنتها وقبلتها, وبعد 20 دقيقة أخذتها على السرير,,,,,

أبكتني صور أولئك الأطفال, حيث أن أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين3-7 أشهر
عددهم 11 طفلاً, بخلاف الآخرين الذين هم في الرحلة......

عيون كل أولئك الأطفال, ستظل في مخيلتي.... والسؤال الأهم يبقى...
من يقدر أن يتخلى عن طفل من لحمه ودمه... عن طفل برئ لاعلم له
من الدنيا شئ..... وطبعاً, هذا السؤال مجازي, ومُوجّه لأصحابه....

تجربة تستحق الذكر....



------
مع تحياتي
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس