نفساني - عرض مشاركة واحدة

10-08-2022, 12:31 AM

12:30 ص

بدأت نهاري بشيء بسيط من الايجابيه
اكملت باقي يومي بهدوء مشوش المشاعر لكني كنت هادئاً
حتى قبل هذه اللحظة وقبل ساعه من الان تحديداً
نقاش تافه لا يذكر .. حوار بين اربعة اشخاص اصغرهم طفل لم يتجاوز العاشره
ألقى بكلمه لا تذكر موجهاً اياها نحوي
كلمه بسيطه دارجه ولا تذكر .. لا اعلم هل كانت كلمته هي العنيفه ام انها لامست وتراً لدي
اكتض صدري بكمية مشاعر عنيفه وغاضبه
وعقلي لا يدور به الا ان أؤذيه لكني صمت
وادرت وجهي نحو والده مبتسماً رغم انفعالي محاولاً جعله يتدارك ما قاله ابنه لي ليهدأ غضبي قبل ان انفجر
لكني وجدته معززاً !!
صمت وخرجت تاركاً لهم المكان وسط ندائاتهم
ركبت السياره وعدت الى منزلي دخلت مباشرة لغرفتي اغلقت الباب واخذت وسادتي خنقت انفاسي
واخذت ابكي بصوت لا يكاد يُسمع
كنت غاضباً ليس لما قاله طفل صغير لا يكاد يفهم او يعي
وليس لرد والده الذي اعلم انه في محله
كنت غاضباً من نفسي .. من هشاشتي .. وسرعة انفعالي
كيف لامور وكلمات واشياء تافهه ان تقلب كياني
كيف لي ان اجد مشاعري وافكاري كاللعبه تُقلبُها المواقف كيف تشاء
وكلما تذكرت انه طفل صغير
وانها كلمه عابره من المُعيب علي ان اُعظمها في نفسي
زاد حنقي ومقتي وكرهي لنفسي ..
اعلم جيداً ان جميع ما حدث لم يكن شيئاً واني كُنت مُثقلاً ليس الا ..
اني كنت ممتلئ الى حد ان نسمة الهواء ان ضايقتني قد افعل مثلما فعلت وربما اكثر
فماذا عن كلمه خرجت من فم طفل صغير !!
ما يغضبني من نفسي اني ارى ضعفي في كل غضب او انفعال يصدر عني
ان مشاعر الكراهيه تزداد مني نحوي
صحيح انني افضل من السابق في كظم غضبي بأن اصمت واغير مكاني
لكني مثقل جداً افكاري ومشاعري السلبيه هذه ليست وليدةاللحظة
هي كمية متراكمة تزداد مع الايام
تنهش من نفسيتي وتجعلني اشعر ان حُلم ان اكون شخصاً مستقراً وطبيعياً مستحيلاً
انا لا ارى الا اضطرابي و انفعالي دائماً
لا ارى اي سواء او اتزان في الشخصية التي اوصلتني اليها ايامي ..
ربما يعتبرني البعض حساساً وانا في واقعي لست كذلك ابداً ، بالعكس على حد علمي ان كنت ايضاً لا ازال اتذكرني فأنا عنيف جدا ً بالكاد توجد امور اتحسس منها ..
الكلمه الصحيحة التي تصفني انني هش
الهشاشه لا تمت للحساسيه بصله ابدا
الحساسيه قدتتأثر مما يستحق وقد لا تتأثر
بينما الهشاشه هي برأيي مرعبه
انت قد تنتكس اشد انتكاسه لمجرد ان الجو لم يعجبك
لمجرد انك لم تجد موقفاً مناسباً تركن السياره فيه
لمجرد ان دورك في الاصطفاف سيتأخر
لمجرد ان قفل الباب لم يفتح معك اول مره
مع انه قد يفتح في المره الثانيه ان حاولت
لكن المره الاولى دائماً وقعها في نفسك اعنف
تغضب وتحزن وتنفعل تضطرب وتنعزل وتبكي وتسهر فقط لان امراً تافهاً فاض بإنائك الممتلئ في جوفك
كل هذه المشاعر والافكار تزعزع كيانك دفعه واحده في لحظة واحده فقط لانك ممتلئ
ليس على المواقف ولا الاشخاص ولا الكلمات عتب
كل عتبك على نفسك في كونك تراكم سلبيتك ولا تجد طريقه مثاليه لتخفف عن كاهلك احمالك او ان تتخلص منها

..
لا ازال استرجع مواقفاً كثيره آذيت فيها نفسي بكثرة اللوم والعدوانيه
جميع تلك المواقف لا تثبت شيئاً الا فوضويتي واضطرابي دائماً
لا اهتم في كوني عنيفاً مع نفسي وكارهاً لها
المهم ان لا اجد كراهيتي هذه تتسلل الى محيطي ..
اتذكر مرةً راودتني ذات المشاعر وكانت ردة فعلي ذاتها الصمت والانسحاب ، هما افضل طريقه احمي نفسي فيها من سوئي قبل ان احمي من حولي مني ..

كانت ردة فعل من حولي نحوي كلمه واحده يلقونها عبثاً لكنها تنهشني في كل مره اتذكرها
( نفسيه ) ..!!
نعم الصمت والانسحاب يعد لديهم نفسيه
بينما يعد لدي حمايه
انا احمي نفسي من ان يكون بذاكرتي انني تعاملت مع الموقف بسوء ..
انا احمي نفسي من اللوم والندم
مع علمي اني سأجلد ذاتي لانسحابي
لكن هذا الاذى لا يقارن بما سأفعله بنفسي ان علمت بأني اسأت لاحدهم أو آذيته !!
قد اكون سيئاً مع نفسي لكني لست سيئاً مع من حولي وان شعرو بعكس ذلك
انا فقط لا استطيع التعبير عن نفسي لذلك لا يمكن لمن حولي رؤية الا الجانب السيء مني لكني ايضاً امتلك جوانب جيده …
اشعر وانا اكتب بأني لم امتلك فكرة ثابته واني اقفز بين افكاري المكتظ بها عقلي
لكني حاولت ان اصف امراً ويكفيني منه انني فرغت ولو قليلاً من ذاك الشعور المُهلك
اللوم والجلد ..

ف.م

ظل امرأة معجب بهذا