21-08-2022, 08:53 AM
|
#149
|
مراقب إداري
أخو ♡°•ظل•°♡
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 47295
|
تاريخ التسجيل : 05 2014
|
أخر زيارة : 25-04-2025 (01:30 PM)
|
المشاركات :
3,956 [
+
] |
التقييم : 106
|
الدولهـ
|
الجنس ~
|
|
لوني المفضل : Steelblue
|
|
في خضم هذه المشاعر المنقوشة على هذه المضافة اشارك -على سبيل الذكريات الأليمة- وأقول لك :
ركز أخي الشاب المبتلى على مسيرتك المهنية فحسب ، أعلم أن عقلك الآن قد يهزأ بما أقول او يظن أنني لا أشعر بك أو أكترث لبوحك المؤلم هنا .. ولكن صدقني أنها الحقيقة التي اكتشفتها في نهاية البلاء وأسقتنيها عصارة التجارب والحياة ، أريدك ان تحمي فقط مصدر رزقك من تطفل هذه الذكريات الأليمة والبلاءات التعيسة التي تعيشها ، لا تجعل أي معاناة مهما عظمت في صدرك الآن أن تؤثر سلبا على مسارك المهني الذي يرسم مستقبلك .. إفصل حياتك المادية عن حياتك المعنوية ، ودع آلامك النفسية تأخذ مجراها في صدرك .. اتركها تغالبك مرة وتغالبها مرة .. فمصيرها كل أمر معنوي إلى الزوال ، إعلم ان البلاء حكمة إلهية مرسومة لكل إنسان ، وهي لا تعدو ان تكون حالة من الحالات ، ودوام الحال من المحال ، اما الحياة المادية أو المهنية فهي صفة في مستقبلك والصفة باقية لا تتبدل .
إعلم أن الصراعات النفسية مع الذات لا تدوم معه ، ثم انظر إلى بلاء الأنبياء لتعلم ان البلاء يشتد كلما زاد الإيمان واشتد حب الله للمبتلى .
اشتهر عن ابراهيم انه العاق لوالده
و زوجة لوط كانت الخائنة له .
اتهم عيسى انه ابن زانية
وموسى طعنوا في رجولته أنه أبتر
وإليك محمد عليه الصلاة والسلام جرحوا عرضه الشريف
لقد ضربوا لك الأنبياء اقوى امثلة البلاء لتكون متنفسا لكل مبتلى يواسي ببلائهم نفسه الضعيفة الجزوعة .
ليس منا احدا إلا وله نصيبه من الفتنة والبلاء .
فهذا ابتلي في دينه ولم يستقر الإيمان في قلبه
وهذا ابتلي في صحته
وبلاء هذا نزل في عرضه
وهذا في فقره
وهذا في أخلاقه
وهذا في خلقته
وهذا في فطرته
وهذا في نسبه
وهذا في أمنه
وهذا في عقله
والسبب باختصار هو كما قال النبي عليه الصلاة والسلام
((ألا إن سلعة الله غالية ألا ان سلعة الله الجنة))
وفي قوله تعالى ((افحسب الناس ان يتركوا ان يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ، ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين))
ربما يرى المريض الصحيح فيظن ان البلاء لم يحل الا به ولم يذق طعم التعاسة احدا غيره
وربما يرى الفقير الغني ويظن انه أشقى من وطئ الأرض جهلا منه بحال ذاك الغني الذي ربما يصارع مرضا أو شعورا لا تستجيب له أموال الدنيا.
وربما يرى المشكك المؤمن فيظن انه المنافق الوحيد الذي يستحق النار
نصيحتي هي أن كل ما يجب على الشاب المبتلى حاليا هو ان لا يسمح بتدخل ذكريات مؤلمة او مواقف نفسية في حياته المستقبلية ، وأعني بذلك دراسته و طموحه المادي في المستقبل ، وحتما حينما يتجاوز هذه المرحلة العمرية المتشتتة سوف يتشتت عنه تماما كل ما حصل له سابقا وتصبح احداث الذكريات بالنسبة له مجرد بلاء عابر عاش مواقفه وقصصه ووقع واستغفر وأخطأ وتندم ثم اجتازه مثلما اجتازها أنبياء الله ورسله ، ولن تعدو تلك المواقف في نظره حينئذ ان تكون مجرد نصيبه المقسوم من بلاء الله تعالى لعباده المؤمنين .
فعلا مرحلة عمرية مجنونة .. لا يتسلح فيها الشاب بشيء من الخبرة وفي ذات الوقت تعصف به الافكار بحثا عن مسكن روحي تستقر إليه قناعته ويجد فيه كيانه الذي يرتضيه لنفسه بسلام و استقرار .
|
|
|