الأخ أبو بكر
كم أنا سعيد بمشاركتك هنا، وقرأت كلامك، وفهمت ما جرى لك من أمور
أولا: أسأل الله أن يشفيك ويعافيك، وأن يجعل ما أصابك كفارة لك، ورفعة لدرجاتك.
اعلم أن كل إنسان خطّاء، وخير الخطائين التوابون. والشيطان حريص دائما على إغواء المسلم، ودفعه لارتكاب ما يُغضب الخالق جل وعلا.
ولكن الحمد لله أنك تداركت الأمر، وتُبت إلى الله، فأنصحك لزوم باب التوبة، وكثرة الأعمال الصالحة، للفوز برضوان الله.
بما يخص مشكلتك، أنا تكلمت كثيرا في هذا المنتدى، عن مصيبة استعمال الأدوية النفسية، وأنها في الحقيقة مخدرات، وبعض الناس الضعاف يمرون بظروف نفسية صعبة فيستسلم،
ويذهب للطبيب النفسي ويضحك عليه، ويبدأ معه بالمخدرات، ويحوله من إنسان ذو مشاعر، إلى جسد مسلوب المشاعر والإحساس، ويستمر على هذه المخدرات سنين، ثم إذا رأى المشكلة،
ووضحت له الأمور، أنه قد ضُحِك عليه، وأنه صار كالحيوان، فقط أكل وشرب ونوم، بدون إحساس ومشاعر، هنا يبدأ في التفكير في الخروج من هذا المأزق،
وبعضهم لا يستطيع ترك الحبوب النفسية بسبب شدة الأعراض الانسحابية، فيبقى رهينة الحبوب النفسية (المخدرات) باقي حياته.
وأنت بارك الله فيك يا أخي أبا بكر، مثال واحد من الآلاف من الأمثلة من الذين يحكون معاناة مع الحبوب النفسية، والطب النفسي الفاشل.
على كل حال، أنا يهمني أنك تستمر على ما أنت عليه مهما كانت الظروف، ولا تعود للحبوب النفسية، حتى لو ساءت حالتك، واعلم أن حالتك قد تسوء، ولكن لفترة محددة،
ثم تبدأ تدريجيا تعود كما كنت، سترجع مشاعرك وأحاسيسك، وتعيش كإنسان، تتلذذ بما حولك، وتسعد بالمحيط الذي تعيش فيه.
أريدك أن تستفيد من هذا الموقع:
https://www.survivingantidepressants.org/
وتقرأ فيه خبرات الكم الهائل من الناس الذين هم على مثل ما أنت عليه، قرروا بشجاعة ترك الحبوب النفسية، لأنهم اكتشفوا، كما اكتشفت أنت، أنها مخدرة، وقرروا تغيير نمط حياتهم،
وستجد أن منهم من عدَّى الأعراض الانسحابية بعد أن صبر عليها سنين، وكتب قصة نجاحه، ومنهم المبتدأ الذي بدأ يخفف من جرعة الحبوب النفسية تدريجيا.
لا أحب أن أطيل الكلام هنا
أرجو أن تكتب لنا عن أحوالك، وما يجري لك، وستكون معك بإذن الله
وفقك الله وسدد خطاك
.