08-03-2002, 09:31 PM
|
#4
|
الزوار
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية :
|
أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM)
|
المشاركات :
n/a [
+
] |
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
38)- بعد ارتباط المعالج بمشكلة العميل ارتباطاً محايداً وفي ضوء علاقة مميزة ، يكون المعالج قادراً على رؤية الجوانب الإيجابية والسلبية للمشكلة والعميل نفسه بطريقة واقعية تسمح بالفهم لإبعاد المشكلة وتوفير مصادر وبدائل كثيرة لحل مشكلة العميل ومساعدته على ذلك دون التدخل أو الغرض وإنما بجعلها متاحة أمام العميل أو مرافقة إن كان طفلاً كي يشعر العميل بأنه إيجابياً وقادراً على اتخاذ القرار تجاه مشكلته .
(39)- عندما يكون العميل ( صغيراً جداً ، أو كبيراً جداً ، أو خطراً ، أو مشكلته ميؤوس من حلها ، أو غير متعاون ، أو دافعيته غير جادة في الاستمرار في العلاج أو الاستفادة منه ، كالمتكرر للمجئ للعلاج دون أي تحسن فإن دور المعالج يكون المكاشفة والوضوح واتخاذ إجراء الإحالة إلى زميل آخر أو جهة أخرى مناسبة ، أو إنهاء الجلسات العلاجية .
(40)- إن إنهاء الجلسات وطول الفترة العلاجية أو قصرها تعتمد على عدة متغيرات بعضها مرتبط بالمشكلة وطبيعتها وبعضها بالعميل نفسه ( الذكاء ، الدافعية ) وبعضها بالمعالج ( كفاءته ، خبرته ، وبعضها لظروف مادية ( إن كان المعالج في مركز خاص ) أو ظروف انتقال العميل أو المعالج لذا فبعض العملاء ينهي الجلسات العلاجية في ضوء تلك المتغيرات أو بعضاً منها . أما العميل القادر على الوصول إلى الحلول والاعتماد على نفسه فقد ينهي العلاج قبل الوصول معه إلى حلول معينة والعميل الأقل ذكاء فقد يستمر في العلاج ويكون للمعالج دوراً إيجابياً وفاعلية أكثر وبعض العملاء على المعالج أن لا يستعجل معهم وإن رغبوا في إنهاء الجلسات العلاجية بمجرد شعورهم بشيء من الراحة والإيجابية أو لأنهم أصبحوا في مواجهة الموقف العلاجي وما فيه من ذكريات أو لأنهم وصلوا إلى عملية الاستبصار ونقطة تقتضي اتخاذ قرار أو القيام بخطواة عملية محددة ، وبشكل عام فإن العلاقة العلاجية تصل إلى نهايتها الطبيعية بالاتفاق المتبادل بين العميل والمعالج بعد أن يكون العميل قد حقق أهداف العلاج وأصبح لديه القدرة على تحمل المسئولية واتخاذ القرار والشعور بأنه مختلفاً عمل كان من قبل مجيئه للعلاج .
(41)- تبقى التجربة جديدة لأنها أول مر ة يتعايش معها العميل المضطرب وفي نفس الوقت تعد أول مرة يتحدث فيها مع شخص (المعالج ) واثق ذو اتجاه متسامح يتيح له التعبير دون نقد أو نصح في بيئته مهيئة تشعره بالأمن وتشجعه على الحديث عن أفكاره وهو يعاني الخوف والقلق في الموقف العلاجي الذي يُعزّز من المعالج ليستمر في العلاقة والكشف عن الكبت من خلال الإنصات والتقبل والهدوء لما يشعر به العميل من الخجل والذنب . وتعزيز المعالج أحياناً قد يأخذ التعبير عن تعاطفه واستحسانه لما يصدر من العميل في الموقف العلاجي لهذا تنطفي المخاوف المرتبطة بالموضوعات المكبوتة تدريجياً فيحدث التغيير وتتحقق الأهداف .
(42)- في العملية العلاجية توجد " مقابلة خصوصية " بين المعالج وعملية ، وهي جوهر العلاج النفسي ، ومهما تكن النظرية التي ينتمي إليها المعالج النفسي ، فإن العلاقة العلاجية بينها هي محور العلاج … لأنه يحدث فيها إعادة من العميل لخبراته وحياته الماضية في علاقة طرح بلغة التحليلية وتقبل غير مشروط بلغة الروجرزية وفي ضوء هذا المفهوم فإن الاتجاهات والفنيات المختلفة التي تمارس من قبل المعالجين النفسيين ليست هي العامل المغيّر في الحالات الشفائية للعملاء وإنما " المقالة الخصوصية " ، حيث يذكر ويلدر Wilder عام 1945م أن النتائج العلاجية للحالات النفسية في المستشفيات والعيادات النفسية ، ومعاهد التحليل النفسي ، والعيادات الخاصة ،والأطباء النفسيون ، كانت إلى حد كبير نفس الشيء ، وهذه النتيجة توحي بأن المميزات المتنوعة الخاصة بالطريقة التي يعتقدها المعالجون باختلاف انتمائهم النظري حيوية للنجاح ، لم تكن حيوية على الإطلاق ذلك أن العامل الفعال والإيجابي شيء آخر مشترك ، يتولد عن الجلسات العلاجية كلها ، العامل الفعال والمشترك هي تلك " المقابلة الخصوصية " التي يكشف فيها العميل لمعالجة بكل ثقة عن أسراره وصعوباته التي يعانيها لإيمانه بأن معالجة لديه المعرفة والمهارة والرغبة في أن يساعده فيما جاء من أجله .
(43)- إن العميل الذي ينتقل من عيادة إلى أخرى بحثاً عن إنهاء توتره ، ومعالجة مشكلته يكون محملاً بأفكار ، وكم من أنواع الأدوية النفسية التي صرفت له . مثل هذا النوع قد يجعلنا نشعر بالعجز في داخلنا أمام تعدد وتنوع الأطباء والمعالجين النفسيين الذين راجعهم ، وما زالت حالته كما هي أو أسوء ، ومتى ما استدخلنا هذا الشعور في جلستنا مع العميل ، فإن قدرتنا ومهارتنا على الاستماع واستيعاب أبعاد مشكلته ستتأثر سلباً عليه وبالتالي الخوف من استمرار سلسلة إخفاقاته لأن ما نشعر به تجاهه في ضوء خبراته العلاجية التي مر بها وفشل ستصله في شكل رسالة جسدية تتناقض مع أبسط أساسيات المعالجة كالثقة والتعاطف والتقبل … أثناء الجلسة العلاجية ، لذا علينا بكل بساطة أن نتفاعل مع الحالة ومعطياتها وكأنها لأول تتعايش مع خبرة علاجية جديدة ، فنتناسى الخبرات العلاجية التي تلقاها أياً كانت ، دون تقييم أو معارضة لما حدث لعميلنا ذلك أن الجلسة الأولى لمثل تلك الحالات تعبّر عن تراكمات للجلسات العلاجية الفاشلة التي يعتقد العميل أن اختلاف معالجيه ، وتنوع أدواتهم وطرقهم دليل على وجود اضطراب يخبئ عنه وفي نفس الوقت عجز منهم على تحديد وتشخيص اضطرابه أو مشكلته ، ومن هنا يكون دور المعالج الناجح في تجاوز جميع الظروف التي اكتسبها العميل .
|
|
|