عرض مشاركة واحدة
قديم 12-10-2005, 07:57 PM   #1
خالــــــــــــــــد
عضـو مُـبـدع


الصورة الرمزية خالــــــــــــــــد
خالــــــــــــــــد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1646
 تاريخ التسجيل :  05 2002
 أخر زيارة : 16-09-2014 (01:24 PM)
 المشاركات : 711 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
الطب النفسي .. شبهات وردود



الطب النفسي .. شبهات وردود



هذه الصفحة تحوي عددًا من المقالات نحاول فيها أن نبين حقيقة بعض الأفكار المغلوطة الشائعة عن الطب النفسي والطبيب النفسي والعقاقير النفسية وطرق العلاج النفسي ، وهذه الأفكار المغلوطة عن الطب النفسي شائعةٌ ومتغلغلةٌ في أوساط مثقفينا قبل عامة الناس وهي أبعدُ ما تكونُ عن الحقيقةِ ونقَدِّمُ الأدلةَ على ذلك من تراثنا نحنُ كلما استطعنا ومن تاريخ تطور الأفكار في الغرب كلما لزمَ ذلك.

فقد كان مفاجئا لي أنني عندما قرأت معطيات التراث الغربي في الطب النفسي وجدتُ أن وصمة المرض النفسي ووصمة الطب النفسي والطبيب النفسي بالتالي ، إنما هيَ مكونٌ أساسيٌّ في الفكر الغربي على مر العصور ، وأن حقيقة الأمر هيَ أن الأفلام والمسلسلات التليفزيونية الأجنبية تلك إنما هيَ موجهةٌ أصلاً للمجتمع الغربي لمحاربة التوجه السلبي نحو الطب النفسي والمرض النفسي والمتأصلةُ أصلاً في ذلك المجتمع ! وبينما يحاولُ المفكرون في الغرب إيهامنا بأن التوجه السلبيَّ تجاه المرض النفسي والطب النفسي بالتالي إنما هو توجهٌ عالميٌّ نبعَ في كل مجتمعٍ على حدة ، تبينَ لي إن الحقيقة هيَ أنهُ نبعَ من عندهم وانتقل إلينا ، ولو أننا بحثنا في تراثنا العربي لوجدنا ما يشير إلى توجه آخر وتصورٍ آخر مختلف بالفعل عما أخذناه غافلين عن الغرب !!

1

يرى بعضهم أنه لا فائدة من الأدوية النفسية لما يلاحظونه من عدم شفاء

بعض المرضى رغم استخدامهم للدواء ، ولذلك فإنهم يرونها مجرد مسكنات أو منومات
نعم نسمع ذلك من مرضانا و من زملائنا الأطباء في التخصصات المختلفة بالرغم من كل ما يسمعونه و يشاهدونَـهُ من تحسنٍ كبير لحالات المرضى حين يستكملون العلاج !

ولعل هذا الاعتقاد قد جاء نتيجة ما اعتاده بعض الناس من الاستجابة السريعة عند استخدام بعض الأدوية الأخرى (غير النفسية). فقد اعتاد بعض الناس عند الشعور بالصداع أنْ يتناول حبيتن من الأسبرين أو النوفالجين ، وعند الشكوى من السعال أنْ يتناول أدوية السعال و عند حدوث الإسهال يتناول أدوية الإسهال، وربما امتد فقط لعدة أيام لا أكثر .
و لكن الحال يختلف عند استخدام الأدوية النفسية ، فالأثر الفعال لبعض الأدوية النفسية لا يظهر إلا بعد أسبوعين إلى أربعة أسابيع من بداية استخدامها ، وربما بعد أكثر من ذلك .

و كذلك فإن تحسن المريض وحتى شفاءه التام ليس معناه إيقاف الدواء ، بل يجب عليه الاستمرار فيه حتى يوقفه الطبيب وذلك بطريقة تدريجية ربما تمتد لعدة أشهر . وليس معنى ذلك أن المريض قد أصبح مدمناً على ذلك الدواء ، ولكن هذه هي طبيعة الأمراض النفسية وأدويتها .

أن الأمراض النفسية كغيرها من الأمراض في التخصصات الأخرى ، فمن المرضى من يستجيب للعلاج استجابة كاملة ، ومنهم من لا يستجيب للعلاج مطلقاً ، ومنهم من يستجيب جزئياً ، لأن العلاج فعال في نسبة معينة من المرضى .
إنَّ من الأمراض النفسية ما تتحكم به الأدوية النفسية فقط دون أنْ يُشفى المريض تماماً ، كما هو الحال في بعض الأمراض العضوية المزمنة كالضغط والسكري . ولذلك فإنه إذا ما أراد المريض أنْ تبقى حالته مستقرة فيجب عليه أنْ يستمر في العلاج فترة طويلة من حياته.

ولعل تقصير الطبيب النفسي في توضيح تلك الأمور لمريضه في أول لقاء بينهما يؤدي إلى انقطاع المريض عن تناول الدواء لأتفهِ الأسباب ، خصوصاً وأن أهل المريض وذويه ليسوا في العادة أحسن حالاً من المريض فيما يتعلق بموقفهم من الأمراض النفسية وأدويتها .

والطريف في الأمر أن الوقت الذي يستغرقه الطبيب النفسي في إقناع المريض وأهله بضرورة استخدام الدواء قد يفوق أحياناً الوقت الذي يستغرقه في فحص المريض وتشخيص علته . ولقد أثبتت الأبحاث العلمية أن مستوى قناعة المريض ومن حوله بدواء معين قد تؤثر سلباً أو إيجاباً في درجة استجابة المريض لذلك الدواء .
أمَّـا الذي أريدُ أنْ أشيرَ إليهِ و أؤَكِّـدَهُ فهُـوَ أنَّ حال العلاجِ في الطب النفسي أفضل حالاً من العلاجِ في كل تخصصاتِ الطبِّ الباطنيِّ باستثناءِ ما ينتجُ عن العدْوَى بالبكتريا أو الفطريات أي ما يستخدم في علاجِهِ المضادات الحيوية أو مضادات الفطريات ! وفقط فقط!

فلا مريضُ الضغط المرتفع ولا مريض القلب و لا مريض الكبدِ و لا مريض السكر ولا مريض الكلى و لا مريض الروماتيزم و لا أيُّ مريضٍ بمرَضٍ باطني غير ما ينتجُ عن العَـدْوَى بالبكتريا و الفطريات يعالَـجُ بالمفهوم الذي نطلب من الطب النفسيِّ الوصول إليه أي أن يتناول المريض الدواء لمدة أسبوع أو عشرة أيام فقط ! و بالرغم من أن كل الأمراض المزمنة التي ذكرتها وهي كل أمراض الباطنة تقريبًـا عدا العدوى كلها تحتاج علاجا يدوم العمر ، و بالرغم من ذلك كله لم نسمع من يتهم أدوية الضغط مثلا بأنها مسكنات !!

وأذهب أبعد من ذلك لأقول أن معظم حالات الذهان الحادة و هي أكثر الحالات عرضا على الأطباء النفسيين في بلادنا يحتاج المريض فيها إلى عدة أشهر من العلاج فقط ثم يسحبه الطبيب و يستأنف المريض حياته بعد ذلك صحيحا بكل معنى الكلمة و أشير في النهاية هنا إلى أنَّ منظمة الصحة العالمية وضعت عقار الكلوربرومازين و هو أول ما اكتشف من مضادات الذهان ليكون ترتيبُـه ثاني أعظم اكتشاف في تاريخ الطب الحديث بعد عقَّـار البنسلين مباشرةً و غنيٌ عن التعريف أن البنسلين أول مضاد حيوي يكتشف !
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس