نفساني - عرض مشاركة واحدة - تـجـربـتـي المؤلمـة مـع صديقي الحميم .. أرجو من الأعضـاء الحكم بيننـا !!

05-10-2006, 07:09 AM

مرحبـأً بكِ أختي الكريمـة / الامل الوردي ..

سأجيبكِ على سـؤالكِ ..

في طفولتي .. تمنيت أن أكمل دراستـي ، وأصبح ضابط إطفـاء ..

في المرحلة المتوسطة تمنيت أن أكون طيـاراً مدنيـاً ..

في المرحلـة الثـانويـة ومـع إصطدامي بمقررات الكيميـاء والفيزيـاء والأحيـاء التي تتطلب درجـات عاليـة لدخول مجال الطيران ، ولرغبتي الجامحة في الهروب من الريـاضيـات .. جعلتني أختـار القسم الشرعي .. والذي يحصرني في تخصصات محدودة للغـايـة والقبول فيهـا أقل بكثير من أعداد الخريجين ..

تمنيت أن أكون رجل أعمال .. وسعيت بكل جدية لإثبـات ذلك .. عملت ونجحت في معـارض السيـارات بمجال إستيراد وبيع السيـارات الأمريكية المستعملـة ، حتى تزاحم الكثير من البشر ودخلوا بتجارة السيـارات المستوردة واشتدت المنافسة ، وانخفضت الأسعـار والأصمد هم أصحاب المعارض وتجار الجملة فتركتهـا ، ثم دخلت مجال الأسهم .. حتى تدافع الملايين من النـاس خلفهـا وأفسدوهـا ( بنظري ) فهربت منهـا .. ثم وقعت في صدمـة بمشـاركة شقيقي بمشروع صغير .. وفجأة فض الشراكة رغم أن الأربـاح مجزيـة والمشروع جداً نـاجـح .. بمعنى آخر الفشل هو حليفي وبل مدير أعمالي الخـاص ( طبعـاً بدون أن أصرف لـه راتب ) وبكل حقيقـة أجد نفسي مرة أخرى مرغمـاً على التفكير بالهجرة .. فلم ألاقي إلا الظلم من كل الناس حتى أقربهم لـي .. ولكن قد بل مؤكد بإذن الله أنني سأنسى مـا جرى لـي في حال أن وجدت من يسمى ( صديق ) ..

أتعلمين يـا سيدتي .. كلامكِ جعلني أرفع رأسي لليوم الثاني على التوالي .. فقد خرجت اليوم من المنزل مـع أحد معارفنـا ، وبل توجه بي نحو مكـان يزوره خالد بإستمرار .. لا أخفيك أنني كنت ألتفت يمنة ويسرة وأطيل النظر في الوجوه لعلي أرى خالد بين النـاس .. لا أجد تفسيراً للحماقة التي اعيش بهـا حاليـاً ؟
أنـا في الواقع كنت واثقـاً من نفسي حينمـا تركت خالد ، وإزدادت ثقتي بأنني على حق عندمـا ظل يلح علي ويتصل ويرسل رسائل الجوال وأنـا لا أرد عليـه ، ولكن مـا جعلني افقد الثقـة بنفسي وأتصور بأنني شخص ثقيل الظل وغير مرغوب بـه هـو أنني أتصلت به وأرسلت له عدة رسائل ولم يرد علي .. وقتهـا أحسست بالذل والمهـانـة .. وحتى وقت قريب أشعر بهذه المشاعر تجتاحني وتكدر خاطري .. والحل برأسي بكل تأكيد الهجرة نحو مجتمع آخر ..

وإذا قـارنت مـا أعيشه حاليـاً من تــرف وخير ولله الحمد ، ومـا سأعيش عليه في حال لو هـاجرت .. فأظن بأن السعـادة في الأخيرة .. فبيئة تلك المجتمعـات ، وسلوكهم كلهـا عوامل تساعد على شفـاء الأنفس من الأسقـام .. وإلا لمـا أصبحت مقصداً لكبـار الشخصيـات الذين يخصون تلك الدول برحلات الإستجمام .. خلاصة القول أنـا أعيش غربـة روح .. ولا أضمن حقيقة أين سأرتـاح .. هناك أم هناك .

التنـاسي أو النسيـان أمر لم أستطع أن أفعلـه .. فـأنـا متفرغ 24 سـاعـة ، ولا أفكر سوى بالمـاضي .. وأندب حظي العاثر فيـه .. فأنـا منذ أن أستيقظ من النوم إلى أن أعود للفراش مرة أخـرى وعقلي لم يتوقف للحظة واحدة عن التفكير بخالد وبمـا فعله بي وبمـا قالـه لي وبالمواقف الحزينة والسعيدة معه .. أسأل نفسي كثيراً لمـاذا فعل مـا فعل بي ؟!

كيف أنسى وأنـا لم أحصل ولا على نصف صديق بل حتى شخص يجيد اللغة العربية ليتحدث معي .. ويخفف عني وطأة الشعور بالوحدة .. التي تجرني للتفكير والحزن والكآبة ..

أستفدت منكِ الكثير خصوصـاً في مسألة معرفة الأصدقـاء واختبـارهم بدون أن يحسوا بذلك ، ولكن نأتي لمشكلة صغيرة .. وهي أنني حينمـا أتعرف على صديق مـا فإنني أصر على أن أدفـع الحساب سواء في المطعم ، في السوق ، في الكـافي شوب .... أحس بالذل لو جعلتـه يدفع عني ، وقد أحس بخجل شديد من نفسي قد يستمر لمدى الحيـاة لو دفع لي ثمن وجبة أو كوب قهوة فنظام ( إ دفع عني مرة ، وأدفع عنك المرة المقبلة ) هـذا النظام أخجل منـه كثيراً ، بل نظامي ( أدفع عنك كل مرة ) ، وهو مـا يجعل أصحابي يلحظون توفر المال لدي ، وتتغير نظرتهم لي إمـا بالطمع ، وإمـا بالغيرة التي تدفعهم لأذيتي نفسيـاً أو التخلي عني !
وحصل لي من تلك المواقف الشيء الكثير .. منذ طفولتي .. مـع أبنـاء الحـارة ، الذين وحتى وقت قريب يذكرونني بألعـابي المميزة التي شاركوني اللعب بهـا إذا رأوني بعد الصلاة خارج المسجد .. كذلك مـع أصدقـاء المدرسـة .. كلمـا إتخذت صديق وأكرمتـه ووضعتـه تـاجـاً فوق رأسي .. تغير علي وأهـانني ؟!

حصل لي موقف معين .. قابلت شخصـاً ودوداً في مغسلة سيـارات .. بـادئني التحية و تحدث معي بكل لطف وبكل ظرافـة ، وشعرت تجاهه براحـة تـامـة رغم أنني قضيت معه بضع دقائق ، أجد رغبة كبيرة في أن أتعرف عليه .. ولكن أتحرج ولا أعرف بمـاذا أتصرف .. أأطلب منه رقم هاتفه الجوال ، أم أبادره برقمي .... كـان تصرفي وقتهـا أن أكتفيت بالسلام عليه قبل ذهابي من المغسلـة ، ولكن سجلت رقم لوحة سيـارتـه ، وتـاريخ ذلك اليوم بل حتى السـاعـة ، ومـازلت أتذكره كثيراً وأعتب على نفسي كيف فوت تلك الفرصة بالتعرف على شخص طيب ، بل أنني حينمـا أخرج من البيت أبدأ بالبحث عن سيـارتـه من خلال رقمهـا الذي حفظته صمـاً .. لا ادري أهو وفـاء زائد ، أم ضعف ، أم مجاعة لأي صديق !

أمضيتِ الكثير من الوقت مع مشكلتي .. سيدتي أكثر الله من أمثالكِ ووفقكِ للخير وجعل تفريجكِ لهمي في هـذا الشهر الفضيل .. أجراً عظيمـاً وكربـاً مفروجة لكِ يوم القيـامـة .. اللهم آمين

احترامي وامتناني