عرض مشاركة واحدة
قديم 26-04-2007, 09:27 PM   #6
نجلاء محفوظ
عضو نشط


الصورة الرمزية نجلاء محفوظ
نجلاء محفوظ غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 6003
 تاريخ التسجيل :  03 2004
 أخر زيارة : 12-10-2008 (09:24 PM)
 المشاركات : 190 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


قرأت رسالتك بعقلي وقلبي معا، واحترمت صراحتك وصدقك وأمانتك في عرض المشكلة وتألمت لألمك واتفق معك –تماما- في أنه لا يوجد أمل في الاستمرار في الزواج وأنت تحملين كل هذا الأحمال النفسية على كاهلك (وتحرمك) من التواصل الإيجابي مع زوجك للفوز ب(أفضل) قدر ممكن من السعادة الزوجية ولإغلاق أكبر قدر ممكن من أبواب التعاسة والتي فتحت على مصراعيها بينكما..
ولعل أهم هذه الأبواب ما ذكرته عن العصبية والعناد المتبادلين بينكما، فضلا عن سلاطة لسانك في بعض الأحيان مما يضاعف من عصبية وعناد زوجك لأنك توجهين إليه بهذه السلاطة (طعنات) قاتلة تمس إحساسه برجولته واعترافك به كرجل ولا تتوقعي منه في هذه الحالة أن يتعامل معك بلطف..
وتأكدي أن العناد لن يستمر إذا توقف طرف عن تأجيجه بمقابلته بعناد مقابل، وأرى أن تكوني أنت الطرف الأذكي فتمسكي بالريموت كنترول في يدك وتسارعي بإخماد النيران وأقصد بذلك التوقف النهائي عن مناقشة زوجك خاصة أثناء غضبك، والكف عن محاولة إجباره على ما يريده لأن هذا لن يزيده سوى إصرارا عليه ولو من قبيل العناد، واكتفي بقول رأيك بصورة لطيفة وباقل قدر ممكن من الكلمات ثم أنهي كلامك قائلة: فكر في الأمر كما تريد وخذ القرار الذي يلائمك، ثم اتركي المكان ولا تواصلي الحديث أو الإلحاح حتى (تنتزعي) منه الموافقة، فهذا الأسلوب هو الذي يشعل العناد..
ولا تنظري إلى وجه زوجك وهو غاضب حتى لا تنتقل إليك عدوى الغضب أو تشعرين أنه يحاول السيطرة عليك فتردين بما هو أسوأ.
أما عن استمراره في العمل الحر ورفضه للحصول على وظيفة فقد تزوجته وهو في هذا العمل، واحسني الظن بالخالق واكثري من الدعاء بأن يوسع لكما رزقكما، ووفري لزوجك المناخ الهادئ في البيت حتى يساعده ذلك على النجاح في عمله بمشيئة الرحمن..
ولابد أن تتوقفي عن عدم الرضا عن أحوال زوجك المادية وعن استدانته من أسرته، فهذا أمر يخصه وحده ولا يسيء إليك، ولا تحاولي إدارة حياته كما تريدين فهو رجل راشد من حقه أن يسير أمور حياته كما يرى ولك فقط الحق في الرأي، إن طلبه، بشرط أن يكون مغلفا بكل الود واللطف والذكاء البالغ في تجميل الكلام حتى يصله بأفضل وسيلة ممكنة مما يضاعف من (فرص) اقتناعه به.
تقولين أن زوجك لا يحاول أن يفهمك وليس عنده استعداد لذلك، وأقول لك أن سبب ذلك يعود إلى العصبية والعناد اللذان يوصلان له رسالة أنك تتمسكين بآرائك وتحاولين فرضها عليه رغما عنه ولابد أن تغيري أسلوب حديثك معه فمن الذكاء تغيير الطريقة التي (اعتدت) الحوار بها وتقودك (دائما)إلى المعارك ،فكما ذكرت –بأمانة- فإن الخلافات تبدأ صغيرة وتنتهي كبيرة لأن كل واحد منكما يتعامل مع المشكلة على أنها مسألة حياة أو موت وأنها تهديد شخصي وعدوان على كرمته لذا تستمران في التصعيد بدلا من التهدئة واحتواء الموقف بلين ولطف وبالمناسبة فاللين واللطف هما سلاح الأقوياء والأذكياء، واللسان الحلو هو سلاح الزوجة الذكية فلا تنسي ذلك أبدا..
وقد احترمت كثيرا سردك بأمانة لضيقك من والدك ومعاناتك منه وباعترافاتك بأنك تحاولين من دون وعي الانتقام لنفسك لما فعله والدك بصب غضبك منه على زوجك، فهذا جزء كبير من واقع مشاكلك مع زوجك، وأضيف إليه جزءا آخر أنك تقومين بحرب وقائية معه أي تتسلطين عليه وتعاندينه حتى تمنعينه أن يكون صورة من والدك حتى لا ينتهي بك الأمر أن تكوني صورة من والدتك..
لذا اسمحي لي أن أهمس لك بكل احترام لألمك قائلة: اهدئي واغلقي صفحات الماضي التعيسة بعد أن تقومي بتنظيف جروحك وتطهيرها وإغلاقها ورددي لنفسك بهدوء: بالرغم مما حدث مع أسرتي فأنا قادرة بمشيئة الرحمن على إنجاح زواجي بل ويمكنني التعلم من هذه الدروس أهمية أن يكون البيت (واحة) للاستجمام وليس ساحة للحروب حتى لا أعيش في تعاسة مستمرة وكي لا يتجرع أولادي من كأس التعاسة التي شربت منها منذ صغري..
بإمكانك تحقيق أكبر قدر من أحلامك في الزواج أما إذا ما (اخترت) التخلي عن العصبية والعناد وسلاطة اللسان (وإجبار) زوجك على تنبني آرائك في الحياة وفي العمل وستتغير حياتك بطريقة تسعدك، وسيدفعه ذلك بمضي الوقت إلى (اختيار) تبني بعض آرائك والكف عن انتقادك ويبدو أنه يفعل ذلك بطريقة (دفاعية) أمام هجومك عليه..
وتذكري دائما أننا نفعل بإرادتنا اضعاف ما يمكن أن نفعله ونحن (أسرى) للشعور بالضغط والإجبار..
لا تتعاملي مع مشاكلك في الزواج على أنها ابتلاء فهذا التفكير غير حقيقي وقد يشعرك بسوء الحظ أو ما شابه ذلك، وصدقيني فالسعادة لا تأتي بالمال وحده، فكم من الأثرياء ويشعرون بالتعاسة،وثقي أن مفتاح السعادة (الوحيد) يكمن في (الرضا) بما لدينا بالفعل (والاستمتاع) به والعمل على زيادته تدريجيا وبدون تعجل..
امسحي دموعك و(ازرعي) مكانها الابتسامات واحتضني أولادك وافرحي بهم واعتني بنفسك في المظهر والصحة النفسية والجسدية واجعلي من بيتك عنوانا للفرح والإشراق وافتحي صفحة جديدة مع زوجك بلا معارك وتخلصي من رواسب الماضي وسامحي والدك فكما ذكرت فهو (مريض) بالبخل، وليس على المريض حرج وتذكري الآية الكريمة (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) وقومي بالدعاء له بالرحمة وبالمغفرة وستفوزين بأجر المحسنين بمشيئة الرحمن..
وتوقفي عن التفكير في عيوب زوجك حتى لا تؤذي نفسك وفتشي عن الأسباب التي دعتك للزواج منه واسعدي بمباهج الزواج بأولادك وبأنه تركك تعملين –رغم اعتراضه- وانعمي بعملك وبكل تفاصيل حياتك، ولا تحاسبي زوجك على ما يلقي بكلمة ثقيلة ليوقف سخطك عليه أو عصيتك..
أما عن قولك بأن يغار عليك فاسعدي به، أما أنه يغير منك فاستغيذي بالله من الشيطان الرجيم الذي يسعد كثيرا بالوقيعة بين الزوجين ولا تسمحي له بذلك، وعندما تهدأ الأمور بينك وبين زوجك ستتمكنان من التخطيط لمستقبل رائع تسعدان فيه بحياة زوجية سعيدة ويشب أولادك في بيت سعيد وبذا فقط تنتصرين على تعاسة الماضي بعدم السماح لها بالسيطرة على حاضرك ومستقبلك أنت وأولادك.. وفقك الله..
نجلاء محفوظ
كاتبة ومستشارة اجتماعية
رئيس القسم الادبي المناوب بجريدة الاهرام