27-08-2002, 01:11 AM
|
#43
|
عـضو أسـاسـي
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 2160
|
تاريخ التسجيل : 08 2002
|
أخر زيارة : 26-11-2007 (11:33 AM)
|
المشاركات :
1,193 [
+
] |
التقييم : 38
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
سلام الله عليك يا أختي واهمـة ...
قد أتي متأخرا .. لكن لفجيعة الموت ، وخزه ، وعنفه .. فإن تركـنا لعينينا البكاء ، ولقلمنـا السير على الورق ينزف ما في جوفـه .. أرحنا الذات ، وما أرحنـاهـا !!
* قد أقلب المواجع لكن شيء من الوجع في الذات يوجعني .. فإذا نزف قلمي ، وذرفت العين مائهـا .. شعرت أن أبيك يا أم مروان مائلا أمامي يصافحني .. فهل تحرميني إن أقبل رأسه ، ويعانقني !! في الحلم هذا الشعور راودني فأبت أصابعي بعد أن أفقت إلا أن تنساب لتكتب على ورقي شيء مما عانيته من الأرق !!
* إن لله وإن إليه راجعون .. أخويتي أم مروان ثمرة حان قطافهـا .. وأمانة حل موعد استرجاعه .. وبأيدينـا نمارس الغسل ، ونعطره ، ونلفه في بياض الثلج ، وفي اللحد نودعـه .. ومع التراب نمزج دموعنا لنسد فراغ اللبن الذي يضللهُ .. دعائنا هو ما بقي له .. وذكريات في الذات كيف نمحوهـا ، وكيف نوقف الدمعُ ؟! أياماً مضت ، وثراء قبره ما زال رطباً .. ومسارب العين ما مللت بكاها ، وعرك أصابعي لمقلتي متورم ، وملتهب ..
* ما نسيتك يا أبى فالروح تحوم حول روحك بالدعاء ، والنشيج في داخلي له ألمُ .. كيف أنسى حين كنتُ طفلة ، , وأنت على فراشي تأتي لتنحني ، وتضع اللحاف على جسدي خوف البرد يقرصني .. وفي الصيف ترفعـه خوف الحر يحرقني ؟؟!! يا حنان يديك حين تمررها على شعري ، وأنا أتظاهر بالنوم ، لتسقط كلمات الدعاء بأن يحفظني الله ... ما زال وقعها في أذني !! كيف أنسى شعر وجهك الطاهر حين تقبلني له رائحة الأبوة ، وصدقها ، ولطف يسري منك دون عائق في جسدي ..
* قرأت في عينه قبل الوفاة خوفا ، وليس جزعا من قدره ، وإنما خوفا علينـا .. يا قمة العطاء ، والمنح وروحك تحتضرُ !! يا جبال أجا ، وسلمى لمثل هذا اليوم توشح السواد ، ولا تسمحي للوقوف على صخورك إلا للحمائم ، وورد الفل تنثر شذاها لتعطر المكان مودّعة من سيرتحلُ .. حتى الأشجار التي حول المكان جاءت مسرعة ، فانحنت ، وتكسّـرت لفقدانها من كان تحت ظلها يطيل السجود لله موحدا يبتهلُ .. للبكاء طعم أخر ما عهدته إلا بعد أن فارقتنـا ، ونياط القلب لهـا صدى بين الضلوع توشوش بعضها وتأن .. حتى وإن غضب ، وضجر فذاك زيادة في حبه ، وخوفه ، وأخر الليل يأتي ماشياً كدبيب النمل فينحني ، وأنا في عمق نومي ليقول كلّي أسف ، كلّـي ألمُ لأني البارحة أزعجتكِ ..
كيف أنسى من إذا منح شيء أي شيء .. مفردة .. حباً .. مالا .. لطفاً .. كأنه هو من يأخذ .. ونحن من يمنحـه ...
|
|
|