سلامة الصدر يعني ترك الحقد والغل والحسد!!!
عن أنس رضي الله عنه قال : كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ( يطلع الآن عليكم رجل من أهل الجنة) فطلع رجل من الأنصار تنطف _ يعني تقطر_ لحيته من وضوئه ، فلما كان الغد قال عليه الصلاة والسلام مثل ذلك فطلع ذلك الرجل مثل المرة الأولى ، فلما كان اليوم الثالث قال عليه الصلاة والسلام مثل مقالته أيضا ، فطلع ذلك الرجل على مثل حالته الأولى ، فلما قام النبي عليه الصلاة والسلام من مجلسه ، تبع الرجل عبدالله بن عمرو ، فقال : إني لاحيت أبي فأقسمت ألا أدخل عليه ثلاثا ، فإن رأيت أن تؤويني إليك حتى تمضي ، فعلت ، قال : نعم ، قال أنس فكان عبدالله يحدث أنه بات معه تلك الثلاث الليالي فلم يره يقوم من الليل شيئا غير أنه إذا تعار وتقلب على فراشه ذكر الله _ عز وجل_ وكبر حتى يقوم لصلاة الفجر0
قال عبدالله : غير أني لم أسمعه يقول إلا خيرا ، فلما مضت الثلاث الليالي وكدت أن أحتقر عمله، قلت : يا عبدالله ، لم يكن بيني وبين أبي غضب ولا هجرة ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لنا ثلاث مرات : ( يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة) فطلعت أنت الثلاث مرات فأردت أن آوي إليك فأنظر ما عملك فأقتدي بك فلم أرك عملت كبير عمل ، فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال : هو ما رأيت ، قال : فلما وليت دعاني ، فقال : هو ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشا ، ولا أحسد أحدا على خير أعطاه الله إياه ، فقال عبدالله : هذه التي بلغت بك وهي التي لا نطيق )
فهذه القصة تكشف لنا عظم ثواب سلامة الصدر وقبح الحقد والحسد وما في معناهما لا سيما إذا كانت هذه الأخلاق السيئة منصبة على أحد من المسلمين00
|