هولمز

بيانات اضافيه [ + ]

رقم العضوية : 638  تاريخ التسجيل :  09 2001  أخر زيارة : 15-07-2011 (05:43 PM)  المشاركات : 288 [ + ]  التقييم :  10

لوني المفضل : Cadetblue

عدد نعمك وليس متاعبك !

هناك امرأة كانت عمليا عمياء طيلة نصف قرن 0 وقد كتبت تقول : ( لي عين واحدة ، ولم اكن أستطيع الرؤية جيدا من خلالها 0 كنت أرى الكتاب فقط حين امسكه قريبا جدا من وجهي ) 0
لكنها كانت ترفض الشفقة وان تعتبر مختلفة ، وحين كانت طفلة ، أرادت أن تلعب ( الحجلة ) مع سائر الأطفال ، لكنها لم تكن تستطع أن ترى الخطوط المرسومة على الأرض 0 وهكذا حين يعود الأطفال الى منازلهم ، كانت تجلس على الأرض لتطلع عن كثب على الخطوط ، لتحفظ كل جزء من الأرض التي تلعب عليها مع أصدقائها 0
وسرعان ما أصبحت خبيرة بهذه الألعاب 0 كانت تدرس في البيت ، فتمسك بكتابها ذو الأحرف الكبيرة قريبا من عينيها حتى تلامس أهدابها صفحاته 0 وقد حصلت على شهادتين جامعيتين من جامعة مينيسوتا وجامعة كولومبيا 0
بدأت التعليم في قرية صغيرة تدعى ( توين فالي ) ، ثم أصبحت أستاذة في الصحافة والأدب في جامعة أوغستانا في جنوب داكوتا 0
وقد بقيت تعمل هناك مدة ثلاث عشرة سنة ، وكانت تلقي المحاضرات أمام النوادي النسائية وتدلي بأحاديث عن الكتب والمؤلفين في الإذاعة 0 وقد كتبت تقول : ( كان يكمن وراء تفكيري خوف دائم من العمى الكلي 0 لكنني قررت التغلب على ذلك ، وتبنيت أسلوبا فرحا تجاه الحياة 0
وفي سنة 1943 ، حين بلغت سن الثانية والخمسين ، حدثت أعجوبة : أجريت لها عملية جراحية في مستشفى مايو الشهير وهي الآن ترى أضعاف ما كانت تستطيعه في السابق 0
انفتح أمامها عالم مدهش من المحبة 0 ووجدت أن حتى غسل الأطباق في المطبخ هو أمر رائع 0 وقد كتبت تقول : ( بدأت ألهو بالرغوة البيضاء المتصاعدة في طبق الغسيل 0 فأغمس يدي وألتقط كرة من فقاقيع الصابون الصغيرة ، ثم أمسك بها أمام الضوء حيث أرى فيها ألوان قوس قزح الزاهية 0
وحين نظرت عبر النافذة ، رأت عصفور الدوري ذو الجناحين الرماديين ، يخفق بجناحيه ويطير عبر الثلج المتساقط ، فوجدت أن هذا المنظر من أروع ما يمكن التمتع برؤيته ، حتى أنها همست بهذه الكلمات :
( يا الهي رب السموات والأرض ، أنا أشكرك ، أنا أشكرك ) 0
تصور أنك تشكر اللة لأنك تستطيع أن تغسل الأطباق وان ترى قوس قزح في الفقاقيع وعصفور الدوري يطير عبر الثلج !
يجب أن نخجل من أنفسنا 0 طيلة الأيام والسنوات كنا نعيش في جنة من الجمال ، لكننا لم نستطيع أن نري ذلك او نتمتع بما حولنا .
فأن أردت التوقف عن القلق والبدء بالحياة ، إليك بهذه القاعدة :
عدد نعمك – وليس متاعبك !

المصدر: نفساني