عرض مشاركة واحدة
قديم 01-04-2008, 12:53 PM   #1
Arlait abukhalid
عضو


الصورة الرمزية Arlait abukhalid
Arlait abukhalid غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 6787
 تاريخ التسجيل :  08 2004
 أخر زيارة : 07-06-2010 (11:26 AM)
 المشاركات : 20 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
الأقزام المحرومون





د. أنوار عبدالله أبو خالد


كثيراً ما ننسى في زحمة الحياة أننا يجب وبالضرورة أن نسقي أولادنا حباً وحناناً واهتماماً بفلذات الأكباد.. في حين ان الأمر مهم، لا لشيء إلا لأن العطاء الوجداني حاجة للطفل، بالضبط كمثل حاجته إلى الطعام والشراب إن لم يكن أكثر!!..
ففي ظروف الحياة المعقدة والمتشابكة نجد أولادنا مشتتين يخيم عليهم شبح الإهمال العاطفي والجوع النفسي والظمأ الوجداني الذي قد ينعكس على سلوكياتهم وعلى نمو شخصياتهم فيما بعد..

الأقزام المحرومون 21-333.gif لو يلحظ كل منا تصرفاته مع أبنائه، لوجد أنه كثيراً ما يعامل طفله كحق مكتسب له كأي شيء يملكه دون أي حقوق، أو مطالب هذا من أدنى التعامل، في حين ان البعض يعامله بقسوة وعنف وشدة، كأنه هو المتنعم عليه بالوجود وبالتالي من حقه أن يعامله بأي طريقة يراها حتى وإن كانت طريقة قاسية او ظالمة !! ..

الأقزام المحرومون 21-333.gif أما الوجه الآخر فهو من نجده بدافع الحب يعزل طفله ويمنعه من التواصل مع الأطفال الآخرين بدعوى الحرص عليه.. وبهذا نفزعه ونخوفه فنولد عنده إحساساً قاسياً بعدم الأمان، والأخطر من كل ذلك، ان بعضنا أحياناً يتجاهل الطفل بحرمانه من كل المتغيرات الاجتماعية المهمة لنموه النفسي والاجتماعي..

الأقزام المحرومون 21-333.gif وما لا يعرفه كثير من الآباء والأمهات عن الإهمال العاطفي، وأهمية الغذاء الروحي، هو حصيلة البحوث النفسية الأخيرة من الآثار الجسدية والحيوية والتي تنعكس على الطفل المحروم عاطفياً.. فهذا الطفل لا يملك القدرة على النمو الجسدي، دون أي مسبب عضوي، ولذا سمى بعض علماء النفس هؤلاء الأطفال بالأطفال الأقزام نفسياً، أو الأقزام المحرومين.. هذا الحرمان العاطفي لا يأتي فقط من العوامل السالفة الذكر لكنه قد يكون بسبب تراكمي وهو مشاهدة الصراع بين الأب والأم ومعايشته والإحساس به، وما هو أهم من ذلك والذي يؤدي إلى الحرمان العاطفي بشكل خفي فهو انحسار الحب والحنان والدافع الأسري بسبب عدم الترابط.

وأخيراً لا ننسى أن الأطفال عجينة تشكَّل حسب البيئة المحيطة.. لذا فعلينا أن نتعلم ألا نرفضهم أو نحرمهم أو حتى نرعبهم ونخوّفهم فلا يكبرون ويقف نضجهم ..

ومهما اختلفنا في الرأي فالحب عنصر ثابت، وهذا ما يجعل غذاءنا الروحي سليماً دائماً إن شاء الله.

المصدر: نفساني