عرض مشاركة واحدة
قديم 15-09-2002, 12:08 AM   #2
البتــار!!!!
شيخ نفساني


الصورة الرمزية البتــار!!!!
البتــار!!!! غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1771
 تاريخ التسجيل :  06 2002
 أخر زيارة : 15-05-2016 (07:36 AM)
 المشاركات : 5,426 [ + ]
 التقييم :  63
لوني المفضل : Cadetblue


القاعدة هي أن الإنسان في أول توبته يبقى متشوقا أن يلتزم ولو في حدود

دنيا ، المهم أن يبقى ثابتا عليها، لا يحيد عنها .لكنه ما أن يسير شوطا وهو

يجاهد نفسه عليها حتى يرتقي إلى مقام أعلى مما كان فيه ، فيرى أن المقام

السابق الذي كان فيه قصور بالنسبة لما أصبح يجده في وضعه الجديد ثم يفتح

الله على قلبه فيرتقى من جديد إلى مقام أعلى مما كان فيه ..

كما قرر ربنا في محكم كتابه :


(( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ))

فمن حمل سيف المجاهدة على أهواء نفسه من أجل الله :

يفتح الله على قلبه بعد أن يسير شوطا في الطريق أو شوطين ..

فيرى أن المقام الثاني الذي كان فيه ، قد أصبح قصورا بالنسبة للمقام الجديد

الذي يسره الله له ,, وهكذا ..

ولا يزال يعرج إلى مقامات أعلى .. ما دام مشمرا في الفرار إلى الله ..!

كان هذا الكلام بالنسبة لي مفاجأة لم أحلم بها على الإطلاق ..

لقد فتح الشيخ أمام قلبي آفاقاً رحبة فسيحة مشرقة ، أكثر الخلق عنها

غافلون ..

وعدت أجمع قلبي لأصغي إلى الشيخ فإذا هو يقول


هذا الصنف المتميز من الخلق في فرار مستمر .. وفي توبة دائمة متجددة لا تنقطع

هذا الصنف لا تسكن نفسه إلى شيء دون الله تعالى .. ولا يفرح بما يجد من لذة

العبادة ،

لكنه يفرح بمهديها إليه ، وموفقه إليها ، ومعينه عليها ,,وميسرها له .


تناديه الحظوظ وتهتف به زخارف الدنيا : إليّ .. إليّ


فيجيبها : إنما أريد من إذا حصل لي حصل لي كل شيء .. وإذا فاتني فاتني


كل شيء ..

قال لي حسنُ كل شيءٍ تجلى ** بي تملى .. قلتُ قصدي وراكا

شعاره المنتصب بين عينيه : (( ففروا إلى الله )) فروا من كل شيء إلأى الله

وحده ..!!

موقفه من حظوظه الدنيوية :

أنه إذا رآها معينة له على مزيد من القرب من ربه ، أقبل عليها على اعتبار أنها

مركب يوصله إلى مقصوده ..

وإن رآها صارفة له عن هدفه وغايته، رفضها ونفر منها، وفر منها إلى الله .

وخلاصة الأمر :

أن ثمرات الفرار إلى الله كثيرة جدا منها :

راحة قلب ، وقرة عين ، وسكينة نفس .. وجنة معجلة ، ونعيم يتجدد __ رغم

المشقة التي يعانيها _ في البداية _ من عزم أن يقطع الطريق في همة __

(( والذين جاهدوافينا لنهدينهم سبلنا ))

نعم .. الفرار إلى الله جنة معجلة ، ونعيم يتجدد ، وسعادة حقيقية ..

ولكن أكثر الناس لا يعلمون .. وسوف يعلمون هذا كله ، في يوم لا ينفع فيه الندم

أصحابه ..

كان الشيخ يتدفق في حديثه كأنه يغرف من بحر ..أو يقتبس من نور .. وكان

يقف بين الحين والحين وقفات قصيرة ، ينظر فيها إلى وجهي كأنما يبحث عن

شيء ما ،

أحسبه كان يكتشف أثر كلامه على قلبي .. ولعل ذلك كان واضحا جليا ، ومن


ثم مضى متدفقا ..

ثم ختم كلامه بقوله :

إن الله ربنا جل جلاله يحب لنا الخير .. ومن ثم يهيب بنا أن نفر إليه..

ولو أننا فتشنا أنفسنا ، لأيقن أكثرنا أنه يفر من الله ، ولا يفر إليه ..

فهل رأينا محسنا غيره سبحانه ؟؟ وهل لنا رب سواه ؟ وهل رأينا نور الدنيا

إلا بتقديره وبكرمه ؟؟

فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان ..!؟

ثم أخذ يدعو بدعوات كثيرة شعرت معها أن الخاتمة كانت مسكا ..

فقد هزتني دعواته وكنت أجد لها صداها المباشر على قلبي ..

وخرجت من عنده وأنا غير الإنسان الذي جاء يسأل عن جملة ..

كنت أظن أني سأسمع جملة توضيحية ليس غير ، فإذا بي أمام نبع من نور


يغتسل فيه قلبي ..

ولما وصلتُ إلى سيارتي وولجت إليها كنت في غاية الانتشاء ..

كنت أشعر أن للحياة طعماً آخر .. يا إلهي اين كنت عن هذا كله ؟؟

ومع إدارة محرك السيارة انبعث صوت أغنية مائعة تقول في إثارة :

[ الدنيا برد حبك يدفيني … وأنا احب الدنيا لأجل عينيكِ !! ]

وهززت رأسي في أنفة وابتسمت وأنا أقول :

(( ففروا إلى الله )) فروا من صوت الشيطان إلى صوت الرحمن !!

ثم بادرت على الفور لتحريك المؤشر ليستقر على إذاعة القرآن الكريم .. وإذا

بصوت المقرئ الشجي يردد :

(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ))

وأخذت أردد في خشوع : الله أكبر .. الله أكبر .... يحييكم .. يحييكم .. نعم


نعم .. يحيينا والله ..!

وحمدت الله على أن هداني لهذا وما كنت لأهتدي لولا أن هداني الله !

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .


منقول مع قليل من التصرف

تعال نؤمن ساعه
للكاتب ابو عبدالرحمن



البتـــــار!!!!!


 

رد مع اقتباس