اليوم الوطني في عين طــفـلـــــــــــــــــــة !!
أتت ليلى ذات السادسة ربيع .. من عمرها ، ومن عمر الوطن ..
في " مر يولها " الأخضر ، وشرائط في ضفائرهـا بلون علم الوطن
!! طوّقتني بسؤال يعقبه سؤال عن " اليوم الوطني " قالت :
حدثتنا معلمتنا لكن لم أفهم شيء !! ذهلتُ ، وأطرقت رأسي ..
فتمتمت مع نفسي أسألهـا .. كيف أشرح لها كفاح رجل بوزن أمة
وحَّـد جزيرة مترامية الأطراف ، وقبائل متنافرة مزج دمائهـا ،
وعلى كلمة التوحيد مع عبد الوهاب وحَّـدها فتشكّـل
وطن ليس كأي وطن !! قالت : ما بكَ ؟! أخرجت من جيبي ريال وقلت :
هذا هدية لكِ بمناسبة يوم الوطن ، وأشرت بإصبع على الصورة ، وقلت :
أتعرفي هذا قالت : الملك فهد ، أتعرفي أبيه .. قالت لا ؟!
قلت أبوه عبد العزيز كان قوياً .. رحيماً .. عابداً .. تعب كثيراً
من السير في الصحراء حافي القدمين .. يفكر بعمق ،
ويحلم بأن تكون صحرائنا خضراء بها مصانع ، وكتاب ،
وكل يقرأ ، ويكتب ، ويعمل شيء للوطن .. شيئا ، فشيئـاً ،
وحرب هنا ، وهناك حتى تكوّن الوطن مثل بيتكم به أبوك ،
وأمك ، واخوتك .. بيت ، وبيت ، وبيت .. فتكون بيت كبير
أبوه الملك فهـدومن تاريخ 16 /7 / 1423هـ هـ أصبح معلماً ..
رمزاً ومن ذاك التاريخ
كل ما مرَّ عام ، وجاء عام قلنا اليوم يوم الوطن .. قالت :
أنا لم أعش إذن إلا ستة أعوام من أيام الوطن .. ابتسمت ،
وهي ضحكت وقالت الآن فهمت .. فحضنتها ، فقبلتني على جبين ،
وقالت لِمَ لا تكون أنت معلمنا .. انحنت ، وحملت حقيبتها وبلطف
لوَّحت كفها أراك في العام القادم ، لتشرح لي شيء أكثر عن يوم الوطن ..
قلت أراك بخير ، وتذكري أنكِ أيضا أبنت هذا الوطن ،
وستكبرين غداً ، وتكوني معلمة ، وأم لتنجبين أولادا كثيرين
يملئون ، ويبنوا هذا الوطن ، ويحبون ترابه ، و بدمائهم يفدون مقدساته ،
وعلى أكتافهم يحملون الكفن .( مجلة إقراء العدد القادم ) .
|