30-09-2001, 08:53 PM
|
#1
|
كاتبة في جريدة البلاد
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 672
|
تاريخ التسجيل : 09 2001
|
أخر زيارة : 02-01-2006 (03:45 PM)
|
المشاركات :
128 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
هدير وألحان ..!؟
:) :) :)
وأمسكت بقلمي الذي لم يرد مني غير أن أضعه فوق صفحة بيضاء خالية ليكتب بمداده أجمل كلمات وأعذب معاني يمكن أن يخطها قلم على ورق، وعندما بدأ المسير جاءت صوت أمواج البحر لتعزف أعذب الألحان التي لايستطيع كائن حي إحيائها إلا بقوة خالقها!! والتي كانت توحي لمن يسمعها بمدى ما يخبيء ذلك البحر في أعماقه من أسرار ، فهو يشبه ليلاً طويلاً وغداً مجهولاً يأمل منتظره في تفائل بإشراقة أمل تضيء لحظات يأس يعيشها، غير مستسلم لهاجس يحطم قلباً لا يريد غير ضوء يرشده لما يحتوي عليه البحر في حالاته المتقلبة ، وتتدخل أشعة الشمس بخيوطها الذهبية لتضيء بنورها الساطع سطح بحر لايهدأ كي تبث فيه الحياة وتأتي أمواجه مسرعة لترتمي في أحضان شاطيء يقف دائماً في انتظارها فيحتضنها في حنان بالغ ثم يتركها في استسلام لنتساب من بين أحضانه بهدوء بالغ تاركة فرصة لأمواج كثيرة قادمة من بعيد على عجل لإجتراع ضمة حنان هي إليها ظمئى وهي تزأر من بعيد بصوت ينبعث بقوة لينبه بقدومها كي يفسح لها لترتمي بدورها منثرة ذلك الزبد الفضي ليرسم خيوطه الثائرة فوق الرمال للحظات تنذر بقدوم أخرى تليها بحلقات فضية وهي تلتف ثم ترتمي على شاطيء هاديء جميل لايملك غير صبر لاينفذ فيترك موجته لتنسل من بين أحضانه وقتما تشاء عائدة لبحرها العميق الذي يكون في استقبالها دائما وبدون ملل ومياهه الزرقاء الصافية تعكس زرقة السماء على صفحاته ، ولم تأب ألوان الطيف إلا أن تشارك في رسم لوحة في السماء بخطوطها البديعة فانحنت تغطس طرفيها في مياهه مطلقة كيوبيد سهامها لتصيب أهدافها في قلوب عشاق الجمال الإلهي مع محاولتها لضم البحر بكل ما يحتوي عليه من كنوز وأسرار ليأثر بها نفسه طمعاً بذلك الجمال الخلاب ، ولكنه يعجز عن ذلك فيكتفي بأن يترك طرفي قوسه لينغمس في مياه البحر للتزود بمداد لا ينضب من بحر عميق عميق ويمتص رزازاً يزيده رونقاً وجمالاً ، وترى الطيور تحلق في الفضاء متجهة إليه في محاولة للوصول إليه كي تقف فوق أوتاره لتغرد سعادة به وتأخذ في الطيران بعيداً بعيداً ثم تقفل راجعة بعد أن تسمع هدير الأمواج التي تحاول بدورها تنبيهها بإستحالة الوصول إليه فهو وهمي في سماء غير ملموس بل لتراه العيون فقط وهو يعكس ألوان طيف كاسمه في فضاء شاسع يحيط ببحور وجبال وبساتين مليئة بزهور زاهية الألوان . ثم ظهرت سحابة تحملها رياحاً تأتي بها في تأني وهي تتجول في الفضاء وكأنها أميرة السماء غارت من شاطيء بداخله نبع من حنان ونظرت من علو ثم نثرت رزازها لتحي أمواج البحر وهي في طريقها تتبختر في خيلاء هاربة من ألوان الطيف قبل أن يمتص مياهها قبل أن توصلها لبر الأمان .
ويأتي المساء وتغرب الشمس في الأفق ويختفي القوس خلف الظلام وتهدأ الطيور في أعشاشها وتسكن الأسماك في أعماق بحرها، أما أمواجه فلا تهدأ ولن تهدأ .
ليلى عناني
;)
|
|
|