نفساني - عرض مشاركة واحدة

16-12-2008, 06:27 AM

مساء الخير أخى العزيز / وائل ...

اسمح لى التقدُم اليك بالتحيه للمرة الثانيه منذ تشرُف كرسى الإعتراف

بمصاحبتك له فى هذه الرحله الجميله ....

وإن إختلفت التحيه هذه المرة عن سابقتها ؛ فالأولى كانت تحية ترحيب

واستقبال ؛ أما هذه فتحية تقدير وإجلال ؛ لما رأيته من خلال متابعتى

لأجوبتك على إخوتى وأخواتى السائلين من : رجاحة عقل ؛ وإتزان ؛ وترتيب

أفكار ؛ وبديهه حاضره ؛ وقدره واسعه على الفهم والتقدير لمرام السائل ؛

وقدره أكثر إتساعاً على إرواء ظمأه بالإجابه الشافيه ...

وإن كان قد هالنى تلك المساحه العُمريه الواسعه التى تفصل بينى وبينك؛

فقد أتاحت لى فرصه ذهبيه ؛ وأنا بين يدى شاب واعٍ مُستنير ؛ أن أطرح

عليك السؤال التالى :

كيف تنظرون ( شباب اليوم ) لنا نحن أبناء الأجيال السابقه عليكم ( بشكل

عام ) .. ماالذى تأخذوه علينا ؛ وما الذى تحمدوه فينا ؛ وكيف ترون السبيل

الأمثل للتواصُل بيننا ؛ رغبةً فى القضاء على مايسمونه : صراع الأجيال ؟؟
الشباب حاليًا هم أحد قسميين :
القسم الأول : ينظرون إلى من يسبقهم بالعمر نظرة إحترام .. من أجل أعمارهم التي تفوق الكثير منهم أحيانا بأكثر من الضعف .. و لأجل خبرتهم الطويلة و الواسعة في الحياة .. رغم جهل البعض منهم بالتقنيات الحديثة الهائلة .. لكن يبقى العمر و الخبرة لهما وزن يغطي على كثير من الجوانب الناقصة .. و إن كانا لا يغنيان عن تعلم بعض العلوم الحديثة التي تساعد على التواصل بين الجيلين بشكل أفضل ..

الثاني : هم الشباب المستهرتين الذين لا يملكون تقديرًا للكنز الذي وضعه الله بين أيديهم من خبرة أبائهم و من يكبرهم سنًا في الحياة .. فهو يفضل أن يكتسب أغلب خبراته من أمثاله من الشباب الذين لا يملكون حتى أدنى مقومات الإستشارة من المعرفة و المصداقية .. وهؤلاء سيعانون كثيرًا في حياتهم فتجاربهم قائمة على رصيد كبير من الجهل وبعض الخبرات البسيطة التي اكتسبوها من الأهل و الأصحاب .. و سيعانون أكثرعند دخولهم للحياة العملية من أوسع أبوابها.

* سمعت أحد الكلمات عن الجيل القادم من أحد الكبار في السن يقول عنهم : (( الجيل القادم ؛ جيل مرعب )) .. مرعب بالقدرات العقلية السريعة التي يملتكها ، مرعب بالكم الهائل من المعلومات ، مرعب بما يملكه من مهارة في التعامل مع الأجهزة الحديثة ، و قس على هذا المنوال كثير من جوانب المقارنة ..

- حادثة بسيطة حصلة معي لكن تحمل بين طياتها الكثير من التساؤلات .. كان أبي يعاني من مشكلة في جهازه الجوال .. فاستشار بعض من أصحابه ممن هم يعملون في مجال الإتصلات و قد تخرجوا من قسم الحاسب .. فبدأ كل واحد منهم يدلي بدلوه و هكذا بحدود ساعة كاملة و هم يتشاورون في علاج المشكلة حتى بدت الحيرة على وجوههم .. كنت معهم فسألتهم عن المشلكة .. فأجابوني بأنها ظهور رمز غريب على شاشة الجهاز .. فقلت لأبي أعطاني جوالك و سأصلحه لك .. استغرب أبي و أعطاني إيه على مضض .. وفعلا لم تمضي أكثر من ثلاثين ثانية إلا وأنا أقول له : تفضل .. أصلحت جوالك..

ولك منى وافر الشكر والتقدير ...

أشكرك على هذا المرور الجميل .. و أتمنى أن يتكرر قريبًا ..