عرض مشاركة واحدة
قديم 15-05-2009, 07:04 AM   #1
ينظرون
عضو جديد


الصورة الرمزية ينظرون
ينظرون غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 27755
 تاريخ التسجيل :  05 2009
 أخر زيارة : 19-05-2009 (06:13 PM)
 المشاركات : 8 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
هكذا تخلصت من الرهاب الاجتماعي



الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: -
سبق وأن طرحت هذا الموضوع في هذا المنتدى المبارك وفي غيره ، وتناقله الكثير من الرهابيين في منتديات أخرى وكان له ولله الحمد صدى كبير حيث تفاعل معه أناس كثيرون.
ولأني - ولله الحمد - شفيت تماما من الرهاب الاجتماعي ، فقد نسيته ونسيت المنتديات النفسية التي كنت أشارك بها ، ونسيت كل ما يتعلق بالرهاب الاجتماعي ، فلم أعد متابع جيد لها. ولكنني مابين الفينة والأخرى أقوم بزيارة تلك المنتديات لأجدد الذكريات وأرى ماذا لدى الأخوة هناك ، وفي نفس الوقت أنظر ماذا حصل لهذا الموضوع. وفي كلّ مرة أجد ردود وتعليقات كثيرة مما يشجعني على إعادة كتابته وإضافة بعض الأمور التي نسيتها ، وتعديل الأخطاء الكثيرة. وقد تلاحظون أنّ اللغة تغيرت والتفكير تغيّر والكتابة تغيرت. وهذا أثر التعلم والثقافة التي حصدتها منذ لك الوقت إلى الآن. فقد كتبته في أوّل مرة بشكل عشوائي وركيك قبل 4 سنوات تقريبا، وجددته بعدها بسنين ، وها أنذا بعد سنوات أخر أقوم بتجديده ، وربّما أتشجّع لأجعله كتاب مستقلّ في المستقبل ، وبالله التوفيق.
لكي تعرفوني جيّدا ، أنا من كان يكتب باسم ( رهاب اجتماعي ) في منتديات ????? ، ولدي معرفات أخرى نسيتها في منتديات كثيرة ، وموضوعاتي لا تختلف كثيرا عن موضوعاتكم - معاشر الرهابيين - فكلها ألم وشكوى وعذاب وتمني الموت الخ.
أنا هنا أجدد الموضوع بأسلوب آخر مع بعض الإضافات وتعدبل الأخطاء وإجابة لكثير من الرسائل الخاصة التي لم أستطع الرد عليها.
وقبل أن أبدأ ، أطلب من المشرفين تثبيت الموضوع ، فقد ثبتّم ثبّتنا الله وإياكم على الإيمان الموضوع السابق وفيه من العيوب ما فيه ، فلا تبخلوا علينا بتثبيت هذا أيضا .كما أطلب من الأطبّاء والاخصائيين النفسيين أن يقوموا بطبع هذا المقال وتوزيعه على مرضاهم الذين يشكون من الرهاب الاجتماعي لأنّه الحلّ الوحيد من وجهة نظري لاقتلاع الرهاب الاجتماعي بجذوره. وأعني بالجذور الوساوس والقلق والاكتئاب والخوف ، فهي الجذور والرهاب الشجرة. كما أطلب من إخوتي الأعضاء نشر هذا المقال في باقي المنتديات عسى الله أن يفرّج به الهمّ وينفّس به الكربة ويريح به رجالا ونساء تلظّوا بسعار الرهاب وباتوا رهائن الأدوية النفسية والعيادات التي لا تسمن ولاتغني من جوع إلا أن يشاء الله.
أبشر أخي الكريم بالفرج وابتهج برحمة الله لك ونعمته عليك فبين يديك الحل الجذري والدواء الناجح والشفاء العاجل لما يسمّى بالرهاب الاجتماعي ، هذا هو الدواء الذي يخلصك من الرهاب وتبعاته كالوسوسه والهموم تخلّصا كلّيّا وتفارقها كما تفارق الروح البدن وتنعم بحياة لا أقول عاديّه بل هي والله أجمل من العاديّة وأخوك مجرّب عارف بتفاصيل حالتك فاهم لمعانيها وشفراتها ، فاقرأ مقالتي وفقني الله وإياك لهداه.
أخوك في الله رجل تلظّى وتلوّى واكتوى بنار الرهاب الاجتماعي لسنوات طويلة ، مررت بمراحل فكّرت فيها بالانتحار والتخلص من الحياة التي أصحبت بلامعنى ولا أقول أنّ وجودي صار كعدمي ، بل إن وجودي في المجتمع أصبح أمرا ضارّا ، فقد وصلت إلى أسوأ ما يمكن تصوّره لمرضى الرهاب الاجتماعي ولا أظنّ والله أعلم أن أحدا في هذه الدنيا عانى مثل معاناتي أبدا أبدا أبدا. فقد مرّت علي أيّام مريرة وسنوات عجاف وليالي كئيبة تمنّيت فيها أني كبشا يذبح وينتهي أمره.
لقد فقدت شخصيّتي كرجل وأصبحت رهين غرفتي لا أكلّم أحدا ولا أختلط بالناس وأخاف من إخوتي حتى الصغار ، وإذا جاءنا ضيف فهي الطامّة الكبرى ، حيث توجب علي العادات والتقاليد استقباله وإكرامه والترحيب به.
لم أكن أختلط مع أهلى الذين هم أبي وأمي وأخي وأختي وأقرب الناس إلي ، فأنا لا أستطيع أن أبتسم فضلا عن أن أضحك مثلهم ، ولا أتكلم بطلاقة مثلهم ، وسرعان ما يحمرّ وجهي وتتغير ملامحي ويتلعثم لساني وأفقد تركيزي. أشعر بأن العيون تراقبني ، كما أشعر بأنني شخص مملّ لمن يريد التحدّث معي فلا يجد عندي المتعة والحديث الجميل ، الجميع يتهرّب من الحديث معي. ومما زاد الطين بلّة أنني أرى بعض أفراد المجتمع يشفق علي وينظر لي نظرة الانسان المسكين الضعيف الهزيل الذي يحتاج إلى المساعدة .
كانت لحظات محرقة ، كنت أتقلّب في فراشي وأعتصر ألما ، وأجلس لوحدي أندب حظّي وأرثي حالي. أنا النجيب الذي أحصل على أعلى الدرجات في دراستي ولدي ما لدي من الإبداعات التي امتن الله بها علي ، ولكنّها بلا فائدة لأنّ الرهاب يقضي على كلّ شيء ، يجعلك مشلولا لا تستطيع إلا البكاء.
ولكي أختصر عليك فهم حالتي فإنّني لم أقرأ مقالا أو سمع كلاما عن الرهاب الاجتماعي إلا وكان مايذكر من أعراض الرهاب عندي بالنصيب الأوفر ، وكم قد قرأت وسمعت فقد جلست سنوات ليس لي هم في ليلي ونهاري سوى الرهاب الاجتماعي.
لقد استخدمت كثير من العلاجات لأشهر كثيرة وكانت النتيجة التي يعرفها الجميع إلا ماشاء ربي هو أنّها غير مفيدة (( البتّه)) ، وإن حصلت الفائدة الضئيلة والقليله والشحيحة والتي لا تفي بنسبة 3% من طموحك ، فأنت رهن هذا العلاج الذي لا تستطيع تركه. فضلا عن الأضرار الكثيره والغير مقبوله إطلاقا ، فهي بحدّ ذاتها مرضا ربما يوازي الرهاب الاجتماعي ، ولا أظن عاقلا يعالج مرضا بمرض آخر!!.. منها:الكسل, وزيادة الوزن, والضعف الجنسي , واظطراب في الأكل ، وما خفي أعظم والله المستعان.
لقد زرت الكثير من الأطبّاء النفسيين واحتكّيت مع الكثير من الرهابيين وملأت المنتديات النفسيه بالمعاناة والآهات والزفرات والندبات والصيحات حتى وصلت إلى النتيجة الحتميّة والنهاية المأساوية التي دائما ما أتهرّب منها وهي أنّ الرهاب الاجتماعي لا يزول إلا بزوال الروح من البدن.
يهمّني كثيرا أن تعرفوا كيف كان حالي قبيل والرهاب وأثناء الرهاب. لقد كنت مقصّرا في الصلاة المفروضه فضلا عن السنن والرواتب. وكنت أسمع الاغاني كثيرا وأعتبرها متنفّسا لي وقت الشدائد ، كما كنت أنظر إلى المغنيات والراقصات وأكلم النساء بالتلفون وأعتبره أمرا ضروريا لمن هو في حالتي. و هنا قد يستغرب الكثير كيف كنت أكلم النساء وأنا رهابي!! أولا: التلفون أخفّ على الرهابي من غيره ، ثانيا: ما كنت أطيل ، ثالثا: كان يأتيني الرهاب وأنا أتحدث ولكن الأمر سهل إذا كان وجهك لا يرى. ومعروف أنّ الرهابي يهمّه وجهه فقط. فلو تلثّم أو لبس نظارة شميسة كبير لخفت أعراض الرهاب. وكانت علاقتي مع والداي ينقصها كثير من البر والإحسان بل هي أقرب إلى العقوق والعصيان ، وغير ذلك كثير ممالا يرضي الله عز وجل.
عندما وصلت حالتي إلى أسوأ ما يكون تركت جميع العلاجات التي صرفها لي الأطباء ، والتي أخذتها بنصيحة الاصدقاء وما أكثرها. وبقي العلاج الإلهي الروحاني الرباني الذي لم أجربه قط في حياتي. لقد خطر في بالي بإلهام الله لي أن أحافظ على الصلوات ففط بدون ترك باقي المعاصي من سماع الأغاني والنظر في المحرمات وغيرها. وكانت المعاناة لاتزال موجودة في بداية الأمر إلا أنني شعرت بتحسن طفيف في جميع أموري وليس الرهاب فقط!! وفي الخطوة الثانية بدأت احافظ على السنن والاذكار بعد الصلاة. وتخلل هذه المرحلة فتور ، ورجوع ، وتكاسل ، ومضايقات ، وانتكاسات ، وشكوك في العقيدة ، وأوهام ، وتساؤلات عن الأمور الغيبية وغيرها ، وكنت في صراع كبير معها . فأحيانا أقهرها وأحيانا تقهرني. المهم أنني أيقنت أنّ هذا الطريق هو الطريق الصحيح ويجب أن أقاوم هذه العقبات حتى أصل. وبعد أن وصلت - بفضل من الله – علمت أنّ هذه هي العقبات التي صدّت كثيرا من الناس عن صراط الله المستقيم. فهم يتفاجؤون بها في بداية الطريق ويرجعون ولا يثبت إلا من ثبّته الله.
مع مرور الوقت واستمراري على هذا المنهج الجديد الذي سلكته ، ومجاهدة نفسي بالثبات عليه ، شعرت بتحسن فضيع جدا في جيمع مناحي حياتي ومن ضمنها الرهاب. فعلق في ذهني هذا الأمر الغريب ، واندهشت لأجله. يا سبحان الله!! هموم وغموم كالجبال تبدأ بالتلاشي تدريجيّا. أعجبني هذا الشيء جدّا وبدأت تتفتح لي أمور خفيّه وتنحل لي ألغاز في مواضيع مختلفة. فزادني ذلك مجاهدة لنفسي وخشية من تضييع ما كسبته خلال هذه الفترة. بدأت اموري تسير على ما يرام. وأحسست أن حياتي أصبحت سهلة سلسة ، وعلاقتي بالمجتمع بدأت تتحسن. واحتكاكي بأهلي وزملائي وأقاربي بدأ يكثر رغم أني لازلت رهابيا بنسبة 80%

المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس