عرض مشاركة واحدة
قديم 22-06-2009, 04:28 AM   #15
بوح الصمت
عضـو مُـبـدع


الصورة الرمزية بوح الصمت
بوح الصمت غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 24863
 تاريخ التسجيل :  06 2008
 أخر زيارة : 25-09-2012 (11:36 PM)
 المشاركات : 543 [ + ]
 التقييم :  48
لوني المفضل : Cadetblue


--------------------------------------------------------------------------------

أرحم الخلق .. بالخلق ...


محمدٌ بشــــر ** وليس كالبشــــر

محمدٌ ياقوتـةٌ ** والناس كالحجــر


أي علم كان .. وأي إنسان .. ؟؟

اهل القلوب القاسيه..لايعرفون الرحمه..وليس للعاطفه ....في صدورحم مكان..

كلحجارة الصماء..جفافا في الاخذ والعطاء

بشر..يحملون ..أفئدة من حجر...

اما الحبيب..ومن ارسله الله ..للقلوب طبيب..
تكسوه الرحمه...وتحركــه العاطفه ..


لك يا رسول الله صدقُ محبةٍ

وبفيضها شهِد اللسانُ وعبّرا

لك يا رسول الله صدقُ محبةٍ

فاقتْ محبةَ مَن على وجه الثرى

لك يا رسول الله صدقُ محبةٍ

لا تنتهي أبداً ولـــــــن تتغيرا



جمع الله سبحانه وتعالى فيـــه صفات الجمال والكمال .. وتألّقت روحـه الطاهرة بعظيم الشمائـل والخِصال .. وكريم الصفات والأفعال ، حتى أبهرت سيرته القريب والبعيد ، وتملكت هيبتهُ العدوّ والصديق ، وقد صوّر لنا هذه المشاعر الصحابي الجليل حسان بن ثابت رضي الله عنه أبلغ تصوير حينما قــــال :
وأجمل منك لم ترَ قط عيني ...وأكمل منك لم تلد النساء

خُلقت مبرّأً من كل عيـــــب...
كأنك قد خُلقت كما تشــاء



قد وهبه الله قلباً رحيماً ، يرقّ للضعيف ، ويحنّ على المسكين ، ويعطف على الخلق أجمعين ، حتى صارت الرحمة له سجيّة ، فشملت الصغير والكبير ، والقريب والبعيد ، والمؤمن والكافر ..ولم تقف عند حد البشر..بل تطاولت حتى اغصان الشجر..

الرحمةُ المهداةُ جاء مبشِّرا

ولأفضلِ الأديان قام فأنذرا


رحمتــــــه دســـــتور لنا ...

لما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة فاتحًا (في رمضان 8هـ/ يناير 630م)، ودخل المسجد الحرام، أتى أبو بكر بأبيه يقوده إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ليبايع ويسلم. فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صاحب الخلق العظيم:
"هلا تركت الشيخ في بيته حتى أكون أنا آتيه فيه؟!"
قال أبو بكر رضي الله عنه: يا رسول الله، هو أحق أن يمشى إليك من أن تمشى أنت إليه!!
فأجلسه حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم بين يديه، وأكرمه، ثم مسح على صدره، ثم قال: "أسلم" فأسلم ابي قحافه..

للـــــــه درك .. يارسول الله .. علمتنا أنه لاقيمة لدساتير أو قوانين لا تتكفل بحقوق المسنين


ألا إن اللذين بهرتهم عظمتك .. لمعذورون ..

وإن اللذين افتدوك بأرواحهم .. لهم الرابحون .. !


ابن عبد الله محمدٌ .. رسول الله إلى الناس في قيظ الحياة ..
أي سرٍتوفر له... فجعل منه إنساناً يشرُف بني الإنسان .. ؟
وبأيةِ يد ٍ طولى .. بسطها شطر السماء .. فإذا كل أبواب رحمتها
ونعمتها وهداها مفتوحة على الرحاب ؟!

لقد كانت حياته صلى الله عليه وسلم كلها رحمة .. فهو رحمة .. وشريعته رحمة .. وسيرته رحمة .. وسنته رحمة
قال عنه مولاه..ومن أرسله..واصطفاه..

{ وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين } ( الأنبياء : 107 )

يعطف على الأطفال ويرقّ لهم ... حتى كان كالوالد الرحيم بهــم ...

إذا دخل في الصلاة فسمع بكاء الصبيّ ... أسرع في أدائها وخفّفها ... ويتضح ذلك جلياً من حديث أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( إني لأقوم في الصلاة أريد أن أطول فيها، فأسمع بكاء الصبي ،فأتجوز في صلاتي ، كراهية أن أشقّ على أمّه) رواه البخاري ومسلم.

وأورد البخاري و مسلم أنه لما مات حفيده صلى الله عليه وسلم فاضت عيناه
فقال سعد بن عبادة - رضي الله عنه : " يا رسول الله ما هذا؟ " فأجابه قائلا :
( هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده وإنما يرحم الله من عباده الرحماء ) .


محمدٌ سيـدٌ طابـت مناقبــــــه

محمدٌ صاغه الرحمن بالنعـمِ

محمدٌ باسطُ المعروف جامعـه

محمدٌ صاحب الإحسان والكرمِ


رحمتــــــــه بالنســـاء..

لمّا كان من طبيعة النساء الضعف وقلة التحمل ... كانت العناية والرفق
بهنّ أكثر من غيرهنّ ..
وقد ضرب لنا الحبيب صلى الله عليه وسلم في ذلك المثل الأعلى ...
وكان من أمر تلطّفه بأهله عجباً.....
حتى إنه كان يجلس عند بعيره فيضع ركبته وتضع زوجته صفية رضي الله عنها رجلها على ركبته حتى تركب البعير... كما روى ذلك الإمام البخاري ..

وكان عندما تأتيه ابنته فاطمة رضي الله عنها ... يأخذ بيدها ويقبلها
ويجلسها في مكانه الذي يجلس فيه ...


بأبي وأمي أنت يا خير الورى

وصلاةُ ربي والسلامُ معطـــرا

يا خاتمَ الرسل الكرام محمدٌ

بالوحي والقرآن كنتَ مطهرا

رحمته بالضعفاء عمومــــــــاً


لم ينسى الضعفاء والخدم كان يقول في شأنهم: ( هم إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم ، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل ، وليلبسه مما يلبس ، ولا تكلفوهم من العمل ما يغلبهم ، فإن كلفتموهم فأعينوهم )

فأين انتم من ذلـــك يامن أُبتليتم بالنعم ... وتعدد الخدم ..

و حثّ على كفالة اليتيم بقوله: ( أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة ، وأشار بالسبابة والوسطى )
وجعل الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله.. وكالذي يصوم النهار ويقوم الليل ..
واعتبر وجود الضعفاء في الأمة .. والعطف عليهم ..سبباً من أسباب النصر .. وكشف الغُمَه ..
فقال عليه الصلاة والسلام : ( أبغوني الضعفاء ؛ فإنما تنصرون وتُرزقون بضعفائكم )

.
أيَ إيمانِ .. وأيَ عزمٍ .. وأيَ مُضاءٍ ؟!

أيَ صدقٍ .. وأيَ طُهرٍ .. وأيَ نقاءٍ !!

أيَ تواضع .. أيَ حبٍ .. أيَ وفاءِ ؟؟

أيَ تقديسٍ للحق ؟

أيَ احترامٍ للحياةِ وللأحياءِ .. ؟!!


رحمته بالبهائم...

أيَ رحمةٍ تلك ..وأيَ قلبٍ حواها...حتى شملت البهائم التي لا تعقل ..
إنه الاسلام... دين الرحمة والاكرام...
دين لاتقتصر شرائعه على الانسان..
بل تهب نسائمه حتى على الحيوان...
وهاهو نبي الرحمه عليه من ربي السلام..
يحثّ الناس على الرفق بهــــــا ...
وعدم تحميلها فوق الامكان..

قال بأبي هو وامي ..

( إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة،
وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحه، وليحدَ أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته )
فالأمر واضح في الحث على إراحة الذبيحة حتى لا يطول عذابها...

إنها الرحمة بالحيوانات تتجلى في أبهى صورها..........

وقد دخل الحبيب مرة بستاناً لرجل من الأنصار، فإذا فيه جَمَل ...
فلما رآه الجمل ذرفت عيناه.. فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح عليه حتى سكن ...
فقال : ( لمن هذا الجمل؟ ) فجاء فتى من الأنصار فقال: لي يا رسول الله ...
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أفلا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها ؛ فإنه شكا لي أنك تجيعه وتتعبه ) .


الله اكبر...ماأعظمك من إنسان..

تتبار القرائح والإلهام..والبنان بالأقلام .. متحدثة عنك .. عازفة أناشيد عظمتك ..
لتصف مدى رحمتـــــك..ولكن هيهات ..هيهات.. فجميعاً لم تبرح مكانها .. ولم تحرك بالقول لسانها .
.


من أعظم صور الرحمه...رحمته بالأعداء .. ومن تركوا الولاء ..

في ذلك الموقف العظيم يوم فتح مكة .. وما جعل الله له من التمكين .. نجده يعلنها صريحةً واضحةً : ( اليوم يوم المرحمة ) ، وأصدر عفوه العام عن قريش التي لم تدّخر وسعاً في إلحاق الأذى به وبالمسلمين .. فقابل الإساءة بالإحسان .. والأذيّة بالغفوا والغفران..

طبت حيا وميتا ..ياحبيبنا..وقدوتنا..وشفيعنا..محمد... وعليك من ربي السلام ..


وتتسع تلك الرحمه..لتحوي الجمادات..حين كانت دعوة الحبيب في البدايات..

وكان منبره..جذع شجرة..يستند إليه نبي الامه..عندما يقف في الناس خطيباً في مسجده..بما ارسل به من الايات..والدروس النيرات..
وكان قد اتّخذه بعد أن شقّ عليه طول القيام.. وهو يعلم الانام..
ماكلف به من المهام...ثم ما لبث أن صُنع له منبرجديد..
فتحول إليه عليه الصلاة والسلام.. وترك ذلك الجذع.. الذي آلـــمه الفراق...
فحنّ الى الحبيب..وتــــــاق...حتى سمع الصحابة رضي الله عنهم له صوتاً كصوت البعير... فأسرع إليه النبي صلى الله عليه وسلم..الرحيم.. فاحتضنه حتى سكن.. ثم التفت إلى أصحابه فقال لهم : ( لو لم أحتضنه لحنّ إلى يوم القيامة ) رواه أحمد ..

لقد امتدّت رحمته صلى الله عليه وسلم حتى شملت هذا الجذع
والذي حنّ شوقا إلى سماع الذكر .. وألماً لفراق..من بعثه الله رحمة مهداه...ونعمة مساه..


ياأمة الإسلام اصيغي واشهدي .. اني بغير محمدٍ لا اقتدي

اخيـــــــــرا...اخوتي...

ما احوجنا الى التراحم في مابيننا..بعد ان رأينا من رحمة الحبيب ما رأينا..
لنرحم أنفسنا بعدم معصية الله.... وبحسن معاملاتنا مع كل خلق الله ... ليرحمنا الله ...
لنلتمس مواطن الرحمة في بيوت الله.. ومواضع العطاء لله.. ولنعبد الله في الوقت الذي تنزل فيه الرحمة وتغشاه..
قال تعالى: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ}..


 

رد مع اقتباس