نفساني - عرض مشاركة واحدة

14-03-2010, 10:20 AM

.

أحد الناس قتل نفسه لخسارته حبيبته..
خسر فرصة أن يجتمع بها تحت سقف..
فقد زفَّت لغيره..
كان رأيه في لحظة إلقائه بنفسه من فوق ذلك البرج أن حياته لا تساوي شيئاً بدونها..
أن حياته أصيبت بورم خبيث لا ينفع معه علاج إلا التخلص منها..

آخرٌ من الناس انتحر ايضاً..
فقَد كل ما يملك من مال مع انهيار السوق..
كسدت بضاعته فرأى أن روحه أصبحت بلا فائدة..
فقرر التخلص منها لأنها أصبحت حملاً لا جدوى من أن يحمله..
تجرع السم ومات في دقائق..

وهناك امرأة انتحرت هي الأخرى..
كان قرارها مدروساً في نظرها..
فقد بلغت من العمر الثمانين..
وحققت فيه كل ما تريد..
لكن غزاها مرض أصابها بالشلل في آخر ستة أشهر..
انتقلت إلى دولة السويد حيث يسمح بما يسمى "الموت الرحيم"..
وافقت على الإجراء..
حقنوها بمخدر.. ثم أوقفوا قلبها بإرادتها..

كثيرٌ هم المنتحرون..
تعددت أسبابهم لكنها لم تخرج عن إيطار الدنيا..
فإي هدف دنيوي يضعه الإنسان لنفسه قد يقوده عندما يضيع و في أحيانٍ عند تحقيقه لإختيار الموت أو الرغبة فيه..

هذه حقيقة لا يجادل فيها أي عاقل في نظري..

فحتى الموت طلباً للشهادة..
لا يصح دون أن إخلاص في القتال وقبله الإعداد له..
يجب أن يكون جهاداً فيه بحث عن الحياة..
بحث عن أن نعبد ربنا أكثر بعد نصرٍ مظفَّر..
فلو قاتل الناس بهدف الموت لما أعدُّوا ولا استعانوا بالخطط والخداع..
ولأصبح نصرهم لو حصل خسارة..
لذا كانت الشهادة أعظم ميتة..
فهي موت اعترضنا في سبيل أن نحيا لله..
ولذا كانت لاتحصل فقط نتيجة قتال..

إن الحياة هدية ثمينة..
يجب أن نشكر الله كثيراً عليها طالما بنا نبض مهما كانت الظروف..
فهي طريقنا نحو الفوز..

هي وسيلة متى ما رأيناها غاية بلينا بالحزن والكدر..
وطالما قنعنا بكونها وسيلة فنحن سعداء..

أحبابي..
في كل مرة تحزنون على خسارة شيء في الحياة..
أقبلوا على الصلاة والذكر..
فقد أصابكم ضعف في الإيمان..
والإيمان يزيده التقرب من الحق سبحانه..

(أحيانا نقدم النصح لأحد حتى نقدمه لأنفسنا بشكل غير مباشر)

رزقني الله واياكم
كل ما يعيننا على الفوز برضاه
وجنبني واياكم
كل ما يفتننا ويظل به طريقنا

المصدر: نفساني