عرض مشاركة واحدة
قديم 07-05-2010, 02:02 PM   #7
يحي غوردو
عضو دائم ( لديه حصانه )


الصورة الرمزية يحي غوردو
يحي غوردو غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 27460
 تاريخ التسجيل :  04 2009
 أخر زيارة : 23-03-2012 (02:38 PM)
 المشاركات : 950 [ + ]
 التقييم :  50
لوني المفضل : Cadetblue


أسس البرمجة اللغوية عند ابن القيم وابن الجوزي رحمهما الله

عندما نقرأ كتب ابن القيم (أمراض القلوب وشفاؤها- الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي- بدائع الفوائد- مدارج السالكين - إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان...) نتعجب من مدى تمكنه من أسرار النفس البشرية فهو بحق يستحق بأن يكون أبو الطب النفسي الاسلامي الذي لم يؤسس بعد ...

هو واحد من العظماء الذين إذا أردنا أسلمة علم البرمجة اللغوية /العصبية لا يمكننا إلا إن نعده مؤسس على الأقل بالنسبة لنا نحن المسلمين

تجده يتحدث عن النميطات الصورية بطريقة لا ينقصها إلا تسميتها بالنميطات، وتجد يقوم بتقنية انسجام الأجزاء أو تستطيع أن تقول تقنية الجرد الشخصي... ويتحدث عن الارادات وعن التصورات كما في كتاب (أمراض القلوب وشفاؤها)

وانظر كيف يشبه النفس وما يدخل لها من خواطر وكيف تؤثر على مصير العبد" وقد خلق الله سبحانه النفس شبيهة بالرحا الدائرة التي لا تسكن ولا بد لها من شيء تطحنه فإن وضع فيها حب طحنته وإن وضع فيها تراب أو حصا طحنته
فلأفكار والخواطر التي تجول في النفس هي بمنزلة الحب الذي يوضع في الرحا ولا تبقى تلك الرحا معطلة قط بل لا بد لها من شيء يوضع فيها
فمن الناس من تطحن رحاه حبا يخرج دقيقا ينفع به نفسه وغيره وأكثرهم يطحن رملا وحصا وتبنا ونحو ذلك فإذا جاء وقت العجن والخبز تبين له حقيقة طحينه "
الفوائد ص 308

وأقرا هذه الأسطر من كتاب "صيد الخاطر" لان الجوزي واحكم بنفسك

رأيت ميل النفس على الشهوات زائداً في المقدار حتى إنها إذا مالت مالت بالقلب والعقل والذهن ، فلا يكاد ينتفع بشيء من البدن. فصحت بها يوماً وقد مالت بكليتها إلى شهوة: ويحك قفي لحظة أكلمك كلمات ثم افعلي ما بدا لك.
قالت: قل، اسمع.
قلت: قد تقرر قلى ميلك إلى المباحات من الشهوات، وإن جل ميلك إلى المحرمات، فأنا أشف لك عن الأمرين، فربما رأيت الحلوين مرين.
أما المباحات من الشهوات فمطلقة لك ولكن طريقها صعب، لأن المال قد يعجز عنها، والكسب قد لا يصل معظمها، والوقت الشريف يذهب بذلك، ثم شغل القلب بها وقت التحصيل، وفي حالة الحصول، وبحذر الفوات، ثم ينغصعها من النقص ما لا يخفى على مميز.
إن كان مطعماً فالشبع يحدث آفات، وإن كان شخصاً فللملل أو الفراق، أو سوء الخلق. ثم ألذ النكاح أكثره إيهاناً للبدن، إلى غير ذلك مما يطول شرحه.
وأما المحرمات، فتشمل على ما أشرنا إليه من المباحات، وتزيد عليه خوف عقاب الدنيا وفضيحتها، ووعيد الآخرة، ثم الجزع كلما ذكرها التائب، وفي قوة قهر الهوى تزيد كل لذة. ألا ترى إلى كل مغلوب بالهوى كيف يكون ذليلاً، لأنه قهر بخلاف غالب الهوى فإنه يكون قوي القلب عزيزاً لأنه قهر، فالحذر الحذر من رؤية المشتهى بعين الحسن، كما يرى اللص لذة أخذ المال من الحرز، ولا يرى بعين فكرة القطع، وليفتح عين البصيرة لتأمل العواقب واستحالة اللذة نغصة، وانقلابها عن كونها لذة إما لملل أو لغيرة من الآفات، أو لانقطاعها بامتناع الحبيب، فتكون المعصية الأولى كلقمة تناولها جائع، فما ردت كَلَب الجوع، بل شهّت الطعام. ليتذكر الإنسان لذة قهر الهوى مع تأمل فوائد الصبر عنه، فمن وفق لذلك كانت سلامته قريبة منه.


للحديث بقية


 

رد مع اقتباس