[SIZE="5"][CENTER][FONT="Arial Black"]العزيمة تقهر المستحيل
لازلت اذكر ذلك الشاب خالد
كان مصاب بمرض غريب ونادر تتوقف فية اعضاء الجسم عن النوم الا المخ
عندما تشاهد خالد تتصور انة في العاشرة وقد بلغ 25
10 سنوات في المستشفي
ولكن عزيمة تهز الجبال مئات الكتب في الغرفة والاشرطة
حفظ صحيح البخاري وامهات الكتب
عندما تجلس معه لا يتكلام عن المرض
بل اورد البخاري وفي صحيح مسلم
كنا نسمح له يوم في الاسبوع
ليحضر درس احد الشيوخ في المسجد
حتي اصبح علام في مجال الحديث
انها العزيمة والهمة
ابن قدامة في سكرات الموت كان يناقش مسائل في الحديث
ويقول ارحل عالم بها احسن من اموت جاهل بها
اتركِ المستقبلَ حتى يأتيَ
﴿ أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ ﴾لا تستبقِ الأحداث ، أتريدُ إجهاض العمر قبْل تمامِهِ؟! وقطف العنب قبل النضج ؟! إنَّ غداً مجهول لا حقيقة لهُ، ليس له وجودٌ، ولا طعمٌ، ولا لونٌ، فلماذا نشغلُ في التفكير في المستقبل، ونخاف من مصائِبِهِ، ونهتمُّ لحوادثهِ، نتوقعُ كوارثهُ، إن الله أخفا المستقبل عنا لعلمه بنا
لو عرفت المستقبل للفرحة قليل وبكيت كثير إن البحثين عن الغيب
والناسفين للحاضر استبقوا الخبر قبل الوارد وشربوا الحامض قبل أم نحلا
عرفت شخص قد حمل على كاهله هم التفكير في المستقبل
وما أكثر ما يقول آه أربع بنات ياسلطان لو أموت وش راح يكون حالهم
قلت ممكن تموت قلبهن وفعلا تموت البنات قبل الأب
فكر في شئ في علم لله ولم يفكر في شئ اقره لله وهو الموت
فكر هل ستجوع البنات أو هل سوف ينحرف الأبناء
إنا لست ضد التخطيط للمستقبل ولك ضد الدخول في غيبيات
قررها لله علينا وتكفل بها
إن التفكير في المستقبل أمر فطري ومهم لن هناك من يتجاوز ذلك
إلي غير المعقول
دع المستقبل حني يأتي وتعامل معه
عرفت شخص أرسل ابنه إلي أمريكا للدراسة وكان في سن المراهقة
حاول بعض الأشخاص أن يثنيه عن ذلك الولد صغير و احتمال ينحرف
قال الله خير حافظ يمكن بعد ما ينحرف يمكن يدعو للإسلام
يقول كل يوم ارفع يدي إلي السماء وأقول أستودعك الله التي لا تضيع ودائعه
وفعلا رجع الولد من هناك ناجح ومستقيم أحسن مما ذهب به
إن إعطاء الذهنِ مساحةً أوسع للتفكيرِ في المستقبلِ وفتحِ كتابِ الغيبِ ثم الاكتواءِ بالمزعجاتِ المتوقعةِ ممقوتٌ شرعاً؛ لأنه طولُ أملٍ ، وهو مذمومٌ عقلاً ؛ لأنه مصارعةُ للظلِّ. إن كثيراً من هذا العالم يتوقُع في مُستقبلهِ الجوعَ العري والمرضَ والفقرَ والمصائبَ ، وهذا كلُّه من مُقرراتِ مدارسِ الشيطانِ﴿ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً ﴾.
كثيرٌ همْ الذين يبكون ؛ لأنهم سوف يجوعون غداً، وسوف يمرضون بعد سنةٍ، وسوف ينتهي العالمُ بعد مائةِ عام. إنَّ الذي عمرُه في يد غيره لا ينبغي لهُ أن يراهن على العدمٍ ، والذي لا يدرِي متى يموتُ لا يجوزُ لهُ الاشتغالُ بشيءٍ مفقودٍ لا حقيقة له.
اترك غداً حتى يأتيك ، لا تسأل عن أخبارِه ، لا تنتظر زحوفه ، لأنك مشغولٌ باليوم.
وإن تعجبْ فعجبٌ هؤلاء يقترضون الهمَّ نقداً ليقضوه نسيئةً في يومٍ لم تُشرق شمسُه ولم ير النور ، فحذار من طولِ الأملِ .
أنت أفضل من غيرك
عندما اخرج في الصباح وقد بلغت درجة الحرارة تحت الصفر وانأ داخل السيارة الدافئة و بالملابس الدافئة واجد ذلك العامل البسيط في البرد والمطر تقطعه عن أهله و أولادة و زوجته الحبيبة ألف الكيلو مترات ينظف الطريق وقد جمد البرد العروق وانظر إلي نفسي و مآبي من تعب وارفع يدي إلي
ربي وأقول الحمد لله إني أفضل من غيري بكثير
عندما اعود الي بيتي واجد ابني قد استقبلني بابتسامة و واجد البيت الدافئ والفراش المريح الوثير
وأتذكر ذلك العامل عندما يعود من العمل لا طفل يستقبله ولا زوجة و لا فراش دافئ
أقول في نفسي هل عرفت انك أفضل من غيرك هذا
تعرضت لحادث مروري كدت افقد قدمي فية
وقرر الاطباء علاج طبيعي طويل في مركز متخصص
ضاقت نفسي وتعبت ولكن عندما ذهبت للمركز
وجدت هناك من فقد القدمين ومن هو معاق اعاقة كاملة
واصبحت بين المعاقين ملك
ايقنت حينها اني افضل من غيري بكثير
واني معي قدم واحدة وهناك من ليس معه اقدام
فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ
إنَّ البدوي المسلم راعي الغنم ، بإسلامِه وصاحب الفطرة الصافية افضل من « إرنست همنغواي» الكاتب الروائي الشهيرِ ، لأن الأول قضى حياته مطمئناً راضياً ساكناً يعرفُ مصيرَهُ ومنقلبة ، والثاني عاش ممزَّق الإرادةِ ، مبعثر الجهدِ ، لم يبردْ غليلُه من مرادِه ، ولا يعرفْ مستقبلهُ .
عند المسلمين أعظمُ دواءٍ عرفتْه البشريةُ ، وأجلُّ علاجٍ اكتشفتْه الإنسانيةُ . إنه الإيمانُ بالقضاءِ والقدرِ
كنت كثيرة التجول في الصحراء أنها دواء لما لم يجربها تتأمل الصحاري الشاسعة والأفق
و غروب الشمس القاني فتعظم في نفسك قدرة الله وجمال خلق الخالق
عندما أشاهد ذلك البدوي الهادي وقد انسكب حليب الناقة علي لحيته ويتلذذ بذلك الحليب
وكأنه يحتسي كاس من النبيذ الفاخر يمسح الرمل بيده ليسجد للخالق وقد تعفر وجهه في التراب
عندها اعرف لماذا انتحر إرنست همنغوايو لماذا انتحرت مارلين مونرو
حدثني زميل سويدي كان يعمل معنا انه يجمع مبلغ من المال
ليشتري عقد عند شركة تضع الأموات في ثلاجة خاصة لكي يتم استعادتهم في يوم من الأيام فالعلم في تطور
قلت له نحن عندنا ثلاجة مجانية وفيها مكيف وثمار وكل شئ تريد
فأجاب أين هذا الشركة ليتعاقد معها
ولتجدنهم أحرص الناس على حياة ومن الذين أشركوا يود أحدهم لو يعمر ألف سنة ٍ وما هوبمزحزحه من العذاب أن يعمر والله بصير بما يعملون
فهذا كاتبٌ أمريكيٌ لامعٌ ، اسمُه « بودلي » مؤلّفُ كتابِ « رياح على الصحراءِ » ، و « الرسول r » وأربعة عشرَ كتاباً أخرى ، وقد استوطن عام 1918 م إفريقية الشمالية الغربية ، حيث عاش مع قومٍ من الرُّحَّل البدوِ المسلمين ، يصلُّون ويصومون ويذكرون الله . يقولُ عن بعضِ مشاهدِه وهو معهم : هبَّتْ ذات يومٍ عاصفةٌ عاتية ، حملت رمال الصحراءِ وعبرتْ بها البحر الأبيض المتوسط ، ورمتْ بها وادي الرون في فرنسا ، وكانت العاصفة حارةً شديدةً الحرارةِ ، حتى أحسستُ كأنَّ شعْر رأسي يتزعزعُ من منابتِهِ لفرطِ وطأةِ الحرِّ ، فأحسستُ من فرطِ الغيظِ كأنني مدفوعٌ إلى الجنون ، ولكنَّ العرب لم يشكوا إطلاقاً ، فقد هزُّوا أكتافهم وقالوا : قضاءٌ مكتوبٌ . واندفعوا إلى العمل بنشاطٍ ، وقال رئيسُ القبيلةِ الشيخُ : لم نفقدِ الشيء الكثير ، فقد كنا خليقين بأن نفقد كلَّ شيءٍ ، ولكن الحمدُ للهِ وشكراً ، فإن لدنيا نحو أربعين في المائة مِن ماشيِتنا ، وفي استطاعِتنا أن نبدأ بها عملنا من جديد .
وثمَّة حادثةٌ أخرى .. فقدْ كنا نقطعُ الصحراء بالسيارةِ يوماً فانفجر أحدُ الإطارات ، وكان الشائقُ قد نسي استحضار إطار احتياطيٍّ ، وتولاني الغضبُ ، وانتابني القلقُ والهمُّ ، وسألتُ صحبي من الأعرابِ : ماذا عسى أن نفعل ؟ فذكَّروني بأن الاندفاع إلى الغضبِ لن يُجدي فتيلاً ، بل هو خليقٌ أن يدفع الإنسان إلى الطيشِ والحُمْقِ ، ومنْ ثم درجتْ بنا السيارة وهي تجري على ثلاثة إطارات ليس إلا ، لكنها ما لبثت أن كفَّتْ عن السير ، وعلمت أن البنزين قد نفَدَ ، وهناك أيضاً لم تثرْ ثائرة أحدٍ منْ رفاقي الأعرابِ ، ولا فارقهُم هدوؤهم ، بل مضوْا يذرعون الطريق سيراً على الأقدامِ ، وهم يترنَّمون بالغناءِ !
قد أقنعتني الأعوامُ السبعةُ التي قضيتُها في الصحراءِ بين الأعرابِ الرحَّلِ ، أنَّ الملتاثين ، ومرضى النفوسِ ، والسكيرين ، الذين تحفلُ بهم أمريكا وأوربة ، ما هم إلا ضحايا المدينةِ التي تتخذُ السرعة أساساً لها .
إنني لم أعانِ شيئاً من القلق قطُّ ، وأنا أعيشُ في الصحراءِ ، بل هنالك في جنةِ اللهِ ، وجدتُ السكينة والقناعة والرضا ، وكثيرون من الناسِ يهزؤون بالجبريةِ التي يؤمن بها الأعرابُ ، ويسخرون من امتثالِهِم للقضاءِ والقدرِ .
ولكن منْ يدري ؟ فلعلَّ الأعراب أصابُوا كبِد الحقيقة ، فإني إذ أعودُ بذاكرتي إلى الوراءِ .. وأستعرضُ حياتي ، أرى جلياً أنها كانت تتشكَّلُ في فتراتٍ متباعدةٍ تبعاً لحوادث تطرأ عليها ، ولم تكنْ قطُّ في الحُسبانِ أو مما أستطيعُ له دفعاً ، والعربُ يطلقون على هذا اللون من الحوادث اسم : « قدَر » أو « قِسْمة» أو « قضاءُ اللهِ » ، وسمِّه أنت ما شئت .
وخلاصةُ القولِ : إنني بعد انقضاءِ سبعةَ عشر عاماً على مغادرتي الصحراء ، ما زلتُ أتخذ موقف العربِ حيال قضاءِ اللهِ ، فأقابلُ الحوادث التي لا حيلة لي فيها بالهدوء والامتثال والسكينة ، ولقد أفلحت هذه الطباعُ التي اكتسبتُها من العرب في تهدئِة أعصابي أكثر مما تفلحُ آلاف المسكِّناتِ والعقاقيرِ ! ...اهـ .
أقولُ : إن أعراب الصحراءِ تلقَّنُوا هذا الحقَّ من مشكاةِ محمدٍ r وإن خلاصة رسالةِ المعصومِ هي إنقاذ الناسِ من التِّيهِ ، وإخراجِهم من الظلماتِ إلى النورِ ، ونفْضِ الترابِ عن رؤوسِهم ، ووضعِ الآصارِ والأغلالِ عنهم . إنّ الوثيقة التي بُعِث بها رسولُ الهُدى r فيها أسرارُ الهدوءِ والأمنِ ، وبها معالمُ النجاةِ من الإخفاق ، فهي اعترافٌ بالقضاء وعمل بالدليل ، ووصول إلى غاية ، وسعي إلى نجاة ، وكدح بنتيجة . إن الرسالة الربانية جاءت لتحدد لك موقعك في الكون المأنوس ، ليسكن خاطرك ، ويطمئن قلبك ، ويزول همك ، ويزكو عملك ، ويجمُل خلقك ، لتكون العبد المثالي الذي عرف سرَّ وجوده ، وأدرك القصد من نشأته .
]