إخوتي ..
تطول الكلمات .. حينما نتحدث
عن ذلك الرفيق الصامت ..
الذي أجد حُبي له يفوق الوصف ..
وما سأطرحه لكم .. ليس من كلماتي ..
وإنما حروفٌ وافقت خلجاتــي ..
فنقلتها لكم بتصرفٍ
القـــلــم قبل الكـــلِــم
هل كنت تعلم يوماً أنّ للقلم صوتـاً
نعم!
إنه يتكلم!..
لكن
بأصواتٍ لا نسمعها... لكننا نسمَع وقعَها.. ونرى آثارها
صوت حِبره الصمت ..
إذا نصح كان أقوى من صوت المدافع
ولغته
يعرفها الكثيرون لكن قلّة هم الذين يفقهونها!!
..
يلوح جماداً من بعيد وقد حمل في جوفه جبالاً من الثروات ..
تترقب من يفك أسرها..
إذا تطلّعتَ إليه في أدراج فقراء الفكر والهمة تجده جديداً سعيداً من الخارج .. سقيماً يكاد ينفجر من الداخل ..
تعيساً يعيش ويموت مكبوتُ العطاء.. مُخزّنَة ثروته لا يجد من يطلقها للوجود...
وإذا تطلعت إليه في يد أولي العزم وأصحاب الهمم وجدته كادحاً نشطاً لا يكاد يهدأ..
..
هو ترجمان الطبيعة .. ينقل جمالها للكون بأسره..
وهو همزة الوصل بين الغربة والوطن
.
بالقلم نُعبّرعن كل ما يختلج فؤادنا..
وبالقلم تخرج إلــــى الحياة أفكارنا..
..
بالقلم نفرح وبالقلم نبكي..
وهو همزة الوصل بين قلوبنا وعقولنا وأناملنا
يشرب ظلمة .. ويلفظ نوراً
صديقنا الوفي المعطاء..
يخبرنا الخبر وينظر بلا نظر
بل وينوب عنّا حين تعجز شفاهنا عن تبليغ مرادنا..
قيل عنـه
" هبة الله لبعض من الناس يحملوه سلاحًا ومنارًا"
يترجم بؤس قلوبهم وجراحاتهم إلى قناديل تُضئ دروب السعادة للآخرين..
\