عرض مشاركة واحدة
قديم 08-10-2010, 10:26 AM   #10026
اسامه السيد
عضومجلس إدارة في نفساني


الصورة الرمزية اسامه السيد
اسامه السيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 19648
 تاريخ التسجيل :  03 2007
 أخر زيارة : 10-11-2020 (02:43 AM)
 المشاركات : 12,794 [ + ]
 التقييم :  94
لوني المفضل : Cadetblue


كنت جالساً امس فى مكتبى بالإداره ؛ منكباً على اوراق بين يدى ؛ اراجعها

وأرد على مايستحق الرد عليه منها ؛ حينما تناهى الى اذنى صوت زميلى فى

المكتب المقابل وهو يسال أحد المواطنين الواقفين أمامه لتقديم اوراقهم :

= اسمك ايه ؟

__ حسنى .........

رفعت وجهى من الأوراق بسرعه أنظر الى المجيب ..

إنه هو ..

بلى هو ..

صديق الدراسه ؛ ورفيق الصف الأخير فى الفصل ..

لشد ماتغيرت ياحسنى ..

ازددت بدانه؛ وارتدى وجهك قناع الرجوله الحقه؛ وتخلت عن حركاتك وإيماءاتك

الصبيانيه والشقاوة القديمه ؛ واكتست بثوب الرجوله والوقار ..

كنت أعلم أنه سيمر بأوراقه على مكتبى فى دورة العمل ؛ فلم اشأ تنبيهه الى

وتركته لأرى هل سيعرفنى؟ أو بالأحرى لأرى صورتى فى مرآه قديمه؛ هل تغيرت ؟

أنهى الزميل مهمته مع الأوراق ؛ وأشار بالملف ناحيتى قائلاً:

= اعرضه على الأستاذ.

أخذ حسنى الملف من يده ؛ وتوجه ناحية مكتبى ؛ وبآليه وضعه فوقه

منتظراً دورى فى فحص محتوياته..

نظرت اليه طويلاً ؛ ويبدو أن تظرتى جذبت انتباهه ؛ فبادلنى النظر ؛ ثم

سرعان ماانفرجت اساريره عن تلك الإبتسامه التى ألفتها منه طيلة ثلاث

سنوات قضيناها على مقعد واحد ؛ طويل ؛ يجمعناسويا..

= مش اسامه السيد برضو ؟

__ ههههه لسه فاكر؟

ثم قمت اليه معانقا ؛ فمع حسنى لايكفى سلام اليد ؛ إذ ان مابيننا تجاوز

تلك التحيه الروتينيه ...

__ إزيك ياواد ياحسنى؟ فينك وفين أراضيك ؟

فأجابنى وهو يهم بالجلوس الى جوارى على المقعد الذى قدمته له:

= فى الدنيا الواسعه والله يااسامه ؛ اتبهدلت كتير ؛ وشفت كتير...

__ اتبهدلت إيه ياأخويا؟ ماانت زى جمل المحمل أهوه ههههههه

= مايغركش المناظر ؛ انا شفت كتير ؛ وتعبت أكتر ..

أحلت مابيدى من أوراق الى زميلتى ( ن) التى يجاور مكتبها مكتبى لحين

أحادث ذلك الصديق الذى حمل لى عبق زمن جميل

زمن البراءه ؛ وخلو البال ؛ والأحلام الورديه

زمن الرسم فى صفحة المستقبل باصابع الأمانى العذبه ؛ والطموحات الواسعه

لشد مااختلف واقعى وواقعه عما رسمنا ..

حالت أقدار مرسومه منذ الأزل بيننا ؛ وبين ما قدرناه وشئناه ..

سارت خطانا فى اراض لم يسبق لنا توهمها ؛ وحللنا دياراً لم يدر

بخلدنا سكناها ..

تذاكرتُ وإياه الأيام الخوالى سويعه ؛ أعادتنى سنوات وسنوات لأيام مضت

ثم آن له أن ينصرف بعدما قُضيت حاجته من مصلحتنا ؛ فودعته ؛ متواعدين

على التواصل بأية وسيله اتصال فى قابل الأيام ..

وانا أعلم ؛ وهو يعلم أن ذلك لن يحدث ؛ وأن لقاءنا هذا إن هو إلا مصادفه

جمعت راكبى قطارين ؛ كل يسير فى اتجاه ؛ تلاقيا عبر النوافذ هنيهه من الزمن

تبادلا التحايا والإبتسامات ؛ ثم أذن كل قطار بالتحرك بصاحبه ؛ فافترقا الى غير

لقاء..

فهذه هى الحياه !!!!!!!!!!!!!




لكم تحياتى ...


 

رد مع اقتباس