22-01-2011, 06:25 AM
|
#1
|
عـضو أسـاسـي
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 31409
|
تاريخ التسجيل : 08 2010
|
أخر زيارة : 16-06-2018 (06:41 PM)
|
المشاركات :
936 [
+
] |
التقييم : 37
|
الدولهـ
|
الجنس ~
|
|
لوني المفضل : Black
|
|
الانسان خلق هلوعا
قال تعالى
{ إِنَّ الإنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا* إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا }
جاء في تفسير ابن كثير
{ إِنَّ الإنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا } ثم فسره بقوله: { إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا }
أي: إذا أصابه الضر فزع وجزع وانخلع قلبه من شدة الرعب، وأيس أن يحصل له بعد ذلك خير.
{ وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا } أي: إذا حصلت له نعمة من الله بخل بها على غيره، ومنع حق الله فيها.
وقال الإمام أحمد: حدثنا أبو عبد الرحمن، حدثنا موسى بن عُلَيّ بنُ رَباح: سمعت أبي يحدث عن عبد العزيز بن مروان بن الحكم قال: سمعت أبا هُرَيرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "شر ما في رجل شُحٌ هالع، وجبن خالع".
ورواه أبو داود عن عبد الله بن الجراح، عن أبي عبد الرحمن المقري، به (2) وليس لعبد العزيز عنده سواه.
ثم قال: { إِلا الْمُصَلِّينَ } أي: الإنسان من حيث هو متصف بصفات الذم إلا من عصمه الله ووفقه، وهداه إلى الخير ويسر له أسبابه، وهم المصلون { الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ } قيل: معناه يحافظون على أوقاتهم وواجباتهم. قاله ابن مسعود، ومسروق، وإبراهيم النخعي.
وجاء في تفسير السعدي
وهذا الوصف للإنسان من حيث هو وصف طبيعته الأصلية، أنه هلوع.
وفسر الهلوع بأنه: { إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا } فيجزع إن أصابه فقر أو مرض، أو ذهاب محبوب له، من مال أو أهل أو ولد، ولا يستعمل في ذلك الصبر والرضا بما قضى الله.
{ وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا } فلا ينفق مما آتاه الله، ولا يشكر الله على نعمه وبره، فيجزع في الضراء، ويمنع في السراء.
{ إِلا الْمُصَلِّينَ } الموصوفين بتلك الأوصاف فإنهم إذا مسهم الخير شكروا الله، وأنفقوا مما خولهم الله، وإذا مسهم الشر صبروا واحتسبوا.
وجاء في أضواء البيان للشنقيطي
قَوْلُهُ تَعَالَى : إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا
الْهَلُوعُ : فَعُولٌ مِنَ الْهَلَعِ صِيغَةُ مُبَالَغَةٍ ، وَالْهَلَعُ ، قَالَ فِي الْكَشَّافِ : شِدَّةُ سُرْعَةِ الْجَزَعِ عِنْدَ مَسِّ الْمَكْرُوهِ ، وَسُرْعَةُ الْمَنْعِ عِنْدَ مَسِّ الْخَيْرِ ، وَقَدْ فَسَّرَهُ اللَّهُ فِي الْآيَةِ إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا [70 \ 20 - 21] .
وَلَفْظُ : (الْإِنْسَانِ) هُنَا مُفْرَدٌ ، وَلَكِنْ أُرِيدَ بِهِ الْجِنْسُ ، أَيْ : جِنْسُ الْإِنْسَانِ فِي الْجُمْلَةِ ; بِدَلِيلِ اسْتِثْنَاءِ الْمُصَلِّينَ بَعْدَهُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : إِلَّا الْمُصَلِّينَ [70 \ 22] ، وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى : وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ [103 \ 1 - 3] وَنَظِيرُهُ كَثِيرٌ .
وَقَدْ قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ : إِنَّ هَذَا الْوَصْفَ بِالْهَلَعِ فِي الْكُفَّارِ ، وَيَدُلُّ لِمَا قَالَهُ أَمْرَانِ :
الْأَوَّلُ : تَفْسِيرُهُ فِي الْآيَةِ وَاسْتِثْنَاءُ الْمُصَلِّينَ وَمَا بَعْدَهُ مِنْهُ ; لِأَنَّ تِلْكَ الصِّفَاتِ كُلَّهَا مِنْ خَصَائِصِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَلِذَا عَقَّبَ عَلَيْهِمْ بِقَوْلِهِ : أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ [70 \ 35] ، وَمَفْهُومُهُ أَنَّ الْمُسْتَثْنَى مِنْهُ عَلَى خِلَافِ ذَلِكَ .
وَالثَّانِي : الْحَدِيثُ الصَّحِيحُ : «عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ ! شَأْنُهُ كُلُّهُ خَيْرٌ : إِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ، وَلَا يَكُونُ ذَلِكَ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ» ، فَمَفْهُومُهُ أَنَّ غَيْرَ الْمُؤْمِنِينَ بِخِلَافِ ذَلِكَ ، وَهُوَ الَّذِي يَنْطَبِقُ عَلَيْهِ الْوَصْفُ الْمَذْكُورُ فِي الْآيَةِ : أَنَّهُ هَلُوعٌ .
المصادر
تفسير ابن كثير سورة المعارج الجزء 8 ص 226
تفسير الشيخ ناصر السعدي سورة المعارج الجزء الأول ص 887
تفسير أضواء البيان للشيخ محمد الأمين الشنقيطي سورة المعارج الجزء 8 ص 268
والله ولي التوفيق
منقول للفائده
|
|
|