19-06-2011, 03:08 AM
|
#13
|
عضـو مُـبـدع
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 31102
|
تاريخ التسجيل : 07 2010
|
أخر زيارة : 21-08-2013 (09:28 PM)
|
المشاركات :
509 [
+
] |
التقييم : 12
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
في عام 91
كان صدام حسين يجتاز بجيشه حدود الكويت
وكان الوسواس القهري يحتل رأسي
العلاقة بين الاثنين عجيبة، فأثناء اهتمامي المعتاد بفهم الامور من حولي وعدم قدرتي على تجاوز اي تفصيل دون فهمه، لم أستطع فك رموز حرب الخليج الثانية، كأي مواطن خليجي كنت مصدومة في رمز البطولة العربية، لكني كنت أفكر في امور اخرى تحت الطاولة يتحدث عنها السياسيون كانت وراء ومع الحرب
ليس هنا مكان تحليل حرب مضى عليها عشون سنة وأكثر، لكن مثل كثير من الامراض العقلية تفجرها حادثة شخصية او عامة، وهكذا حدث مع الوسواس القهري العقائدي والوجودي الذي كاد يدمر حياتي في السابعة عشر من العمر
فبينما كانت مثيلاتي في السن يتنافسن في اقتناء العطور، كنت أرفض الطعام والشراب مطلقا قبل ان افهم حقائق وجودية كبرى ظل الفلاسفة الكبار يناقشونها قرونا من الزمان ولا زالوا
من وما
ماذا
كيف
والاسئلة التي لا تنتهي
6 اشهر من الانكار لكل شيء حتى لحقائق مادية ملموسة
بالكاد حافظت على الصلاة رغم غموض كل شيء في عقلي حولها، لكنه كان تصرفا احترازيا من قبلي فقد كان الاعتقاد بأي شيء ضرورة في حياتي
اصبحت طريحة الفراش، يوجعني الماء الذي اشربه
ويحضر لي الاخوة كتاب تلبيس ابليس وكتب اخرى لا تعني لي وقتها اي شيء سوى طلاسم وخزعبلات
وبعد انقضاء 6 اشهر يأذن الله بالفرج، ربما بدعاء والدتي رحمها الله وكانت تراني أذبل وأموت بين يديها رافضة الطعاموالشراب مدى الشهور الستة.. غير قادرة حتى على الالتفات من الوهن
وتنقشع الغيمةوأعود مبتهجة لربي ولايماني الذي فقدته، فأقبل عليه اقبال العطشان وادخل في نوبة هوس جديدة جميلة، فأعود الطالبة المتميزة على مستوى المنطقة، وأنعم بأوسع مدى من الصداقات المرحة، واهتمام الجميع حولي من طالبات ومعلمات..
لكن السعادة لا تدوم، فقد اعقبت هذه النوبة من الهوس نوبة اكتئاب رهيبة...
وهكذا قضيت السنتين المتبقية في الثانوية في نوبات من الهوس تحت الحاد والاكتئاب...
ووقتها كنت لاول مرة اتعرف على الطب النفسي، ففي احدى نوبات الاكتئاب سقطت منهارة تماما من البكاء.. وتكرر هذا الامر حتى نصح احد الراقين الذين اخذوني اهلي اليهم الاهل بالطب النفسي..
وارتحت للدواء نسبيا
ثم ما لبثوا ان طلبوا مني التوقف عنه.. بتفكير المجتمع المعروف عن العلاج النفسي... فظللت حبيسة الاكتئاب بانتظار اطلالات السعادة الوهمية كل فترة
حتى جاءت الجامعة... حيث أول محاولة انتحار حقيقية كادت تودي بحياتي..
|
|
|