نفساني - عرض مشاركة واحدة

13-11-2001, 10:55 PM

دكتورة. الدريع في البداية أضم صوتي لصوتك بتقديم التحية والوقوف إحتراما للأستاذ بسام على ابداعه واهتمامه و دعيني بداية أعترف اني قد كذبت في أمور ....
لذا دعونا نأتي الى الكذب من الناحية التعريفية

الكذب آفة سيئة من آفات اللسان ومرض نفسي إذا لم يسارع صاحبه بالعلاج أودى إلى نار وبئس القرار ( ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون ) هنا من الناحية الدينية التي نحن جميعا متفقين عليها
ودعيني نأتي اليها من الناحية الادبية :-

قال الشاعر :
لا يكذب المرء إلامن مهانته …..أو فعلة السوء أو من قلة الأدب
لَبعضُ جيفه كلب خير رائحة ….. من كذب المرء في جد وفي لعب

وقد ورد عن بعض السلف قوله : (أعظم الخطايا السان الكذوب )).
ومن آثار الكذب السيئة : وللكذب آثار سيئة لو علمها وعقلها الكاذبون لأقلعوا عن الكذب وعادوا إلى ربهم ونذكر من هذه الآثار على سبيل المثال :
1- إحداث الريبة عند الإنسان وهذا يشمل الصديقين او الزوجين والريبة تعني التهمة والشك والكذب محل تهمة ومحل شك .

2- وقوع الزوج او الزوجه في خصلة من خصال المنافقين : والمنافقون في الدرك الأسفل من النار

3- محق البركة في العلاقة الزوجية.

4- انعدام الثقة بين الطرفين.

5- قلب الحقائق : ومن آثار الكذب السيئة قلب الحقائق ، وذلك لأن الكذابون سواء رجل أو أمرأة يصورون للناس الحق باطلاً ، والباطل حقاً ، والمعروف منكراً ، والمنكر معروفاً .

6- آثاره على الجوارح وتعكير الأمزجة وخصوصا الكلمة الطيبه بين الزوجين: وأول ما يسري إلى اللسان فيفسده ثم يسري إلى الجوراح ، فيفسد عليها أعمالهم كما أفسد على اللسان فالله المستعان …

7- ويكفي أن الكذاب يسير في طريق تؤدي إلى النار – أجارنا الله وإياكم منها – (( إن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذاباً )) متفق عليه .

والكذب كله قبيح ولكنه مع قبحه ينال مع قبحه الأشمئزاز والضعف في نفس الوقت

كيف نترك الكذب :

1- استحضر عظمة الله وثق به فكثير من الكذب سببه الخوف من أشياء وهمية يصورها الشيطان .

2- اليقين الجازم بأن ما كتب لك سيأتيك لا محالة وخاصة في أمور الدنيا .

3- رياضة النفس – والمقصود هنا – حمل النفس على الأعمال التي يقتضيها الخلق المطلوب ، فالنفس كالطفل ….
والنفس كالطفل إن تهمله شب على …… حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم
فخالف النفس والشيطان واعصمهما و…… وإن هما محضاك النصح فافتهم
واعلموا اخي وأختي أن اللسان يدل على ما في قلب العبد إن كان خيراً فخير ، وإن كان شراً فشر .
إن الكلام لفي الفؤاد وإنما جعل اللسان على الفؤاد دليلاً
ولا تكن الخير أخفوه وإن علموا ….. شراً أذاعوا وإن لم يعلموا كذبوا
قال الحسن البصري رحمه الله :
لسان العاقل من وراء قلبه ، فإذا أراد الكلام تفكر ، فإذا كان له قال ، وإذا كان عليه سكت .
وقال لقمان لابنه وهو يعظه : يا بني إذا افتخر الناس بحسن كلامهم فافتخر أنت بحسن صمتك .
نعم أخواني واخواتي…. هذا اللسان .. وهذه آفاته ، وهذا شيء غثائه … فالله الله في الحرص على تقوى الله جل وعز في السر والعلن … وحفظ هذه الآلة الثمينة ، وإعمالها في طاعة الله … والله تعالى أعلم وأعلم ونسبة العلم إليه أسلم