حكم إحياء الآثار الإسلامية
السؤال : ما حكم الإسلام في إحياء الآثار الإسلامية لأخذ العبرة مثل
(( مثل غار ثور وغار حراء وخيمتي أم معبد )) , وتعبيد الطرق
للوصول لتلك الآثار ليعرف جهاده صلى الله عليه وسلم ويتأسى به ؟.
الجواب : إن العناية بالآثار على وجه الاحترام والتعظيم يؤدي إلي
الشرك بالله عز وجل لأن النفوس ضعيفة ومجبولة التعلق بما تظن انه
يفيدها , والشرك بالله أنواعه كثيرة غالب الناس لا يدركها , والذي يقف
على هذه الآثار يتضح له كيف يتمسح الجاهل في ترابها ويصلي عندها ،
ويدعوا من نسبت إليه ؛ ظنا منه أن ذلك قربة إلي الله وسبب حصول
الشفاء ، ويعين على هذا كثير من دعاة الضلال , ويزينون زيارتها حتى
يحصل بسبب ذلك الكسب المادي , وليس هناك غالبا من يخبر زوارها
بأن المقصود العبرة فقط بل الغالب العكس .
وروى في الترمذي وغيره بإسناد صحيح عن أبي واقد الليثي قال
خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلي حنين , ونحن حدثاء عهد
بكفر , وللمشركين سدرة يعكفون عندها ، و ينوطون بها أسلحتهم ،
يقال لها ذات أنواط ، فمررنا بسدرة , فقلنا : (( يا رسول الله اجعل لنا
ذات أنواط كما لهم ذات أنواط فقال النبي صلى الله عليه وسلم سبحان الله
هكذا كما قال قوم موسى اجعل لنا آلهة والذي نفسي بيده لتركبن سنة من
قبلكم )) . فشبه قولهم : اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط بقول بني
إسرائيل : اجعل لنا إلها كما لهم آلهة , فدل ذلك على أن الاعتبار
بالمعاني والمقاصد لا بمجرد الألفاظ .
ولو كان إحياء هذه الآثار أو زيارتها أمرا مشروعا لفعله النبي صلى الله
عليه وسلم أو أمر بذلك أو فعله أصحابه أو ارشدوا إليه ، وهو اعلم الناس
بشريعة الله , وأحبهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يحفظ عنه ولا
عنهم أنهم زاروا غار حراء أو غار ثور , ولم يحفظ أنهم عرجوا على
موضع خيمتي أم معبد , ولا محل شجرة البيعة ,بل لما رأى عمر رضي
الله عنه بعض الناس يذهب إلي الشجرة التي بويع النبي صلى الله عليه
وسلم تحتها أمر بقطعها خوفا على الناس من الغلو فيها والشرك , فشكر له
المسلمون ذلك ,وعدوه مناقبه رضي اله عنه . فعلم بذلك أن زيارة تلك
الآثار وتمهيد الطرق إليه أمر مبتدع لا أصل له في شرع الله والواجب
على العلماء المسلمين وولاة أمورهم أن يسدوا الذرائع المفضية إلي الشرك
حماية لجانب التوحيد ... وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم
فتوى الشيخ ابن باز رحمه الله
في انتظار المشاركه من الجميع
لي عودة ان شاء الله