عرض مشاركة واحدة
قديم 21-10-2011, 12:34 AM   #5
ابوفهـــد
عـضو أسـاسـي


الصورة الرمزية ابوفهـــد
ابوفهـــد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 32051
 تاريخ التسجيل :  10 2010
 أخر زيارة : 23-09-2014 (01:38 PM)
 المشاركات : 955 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


تصوَّر ماذا سيكون الجواب، هل تأمل أن يكون الجواب هو البشرى؟








عم هذا هو الذي نطق به النبي - صلى الله عليه وسلم – فقد ثبت في صحيح مسلم أن نفرًا من الصحابة جاءوا للنبي صلى الله عليه وسلم فشكوا إليه ما يجدونه في أنفسهم من هذه الوساوس في أمر الله – أي في العقيدة في أخطر الأمور – فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (أوجدتموه) أي وجدتم هذه الوساوس؟ قالوا: نعم. قال: (ذاك صريح الإيمان) أي إن هذه الوساوس التي لديكم في أمر الله وفي العقيدة تدل على إيمانكم الصريح؛ فكيف ذلك؟ يا للعجب.. نعم لقد دفعوها وبذلوا وسعهم في دفعها كما فعلت، وكرهوها وأبغضوها كما أبغضتها أنتِ، ونالهم منها الهم والغم كما نالك، فشهد لهم - صلوات الله وسلامه عليه - أنهم مؤمنون لأنهم لولا إيمانهم لما حصل لهم كل هذا من الغم والهم والحزن والأرق لأجل ذلك.

فدل هذا ليس على إيمانهم فقط بل على صريح إيمانهم.. أريت هذه البشرى. بل هنالك عظيمة مثل هذه أو أعظم وهي أن نفراً من الصحابة جاءوا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى الله عليه وسلم؛ قالوا له يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن أحدنا يجد الأمر في نفسه – أي من الوساوس في أمر الله وفي العقيدة أو في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأن يكون حُمَمَةً خير من أن يتكلم به – أي أن يكون شيئًا محروقًا تالفًا خيرًا من أن يتكلم به. فقال صلى الله عليه وسلم فرحًا مسروًا: (الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر) يكبر من الفرح – - صلوات الله وسلامه عليه - (الحمد لله الذي ردَّ كيده إلى الوسوسة).

فبيَّن - صلوات الله وسلامه عليه - أن هذا دليل على ضعف الشيطان، فلما عجز عن تكفيرهم وإغواءهم وإضلالهم تسلط عليهم بهذه الوساوس فدلَّ ذلك على ضعف حيلته لأنها حيلة العاجز.

إذن فاستبش يا أخي، استبشر وأمِّل بفرج الله عز وجل، لا داعي بعد اليوم أن تبكي لأجل هذا الأمر ويكفيك فقط هذا الدواء النبوي وحاصله: إذا أحسست بورود هذه الوساوس عليك أن تستعيذ بالله منها وممن يوسوس بها وهو الشيطان، ثم بعد ذلك تنفثي عن يسارك ثلاثًا، ثم تحاربينها ولا تنساقين معها وتشتغلين بما يدفعها عنك، ويشرع لك أن تقرئي قول الله تعالى: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}.. ثبت كل ذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم – إلا قراءة الآية ثبتت من أثر ابن عباس رضي الله عنهما.

وأيضًا فلاحظ كيف أنك تخلصت بقوة لجوئك إلى الله وحسن استعانتك به من تلك الوساوس التي كانت تتسلط عليك حتى كنت تعيش حياة من الخوف والرعب والوهم، فحاول أن تبتعد عن هذه الوساوس بمثل هذه الأدوية النبوية الخالصة التي لا حاجة لك بعدها، وقد عرفت موقع العلم وموقع هذه الوساوس من الحكم الشرعي وهو أنها لا ضرر لها عليك ولا تؤثر في إيمانك، بل هذه شهادة من نبينا - صلى الله عليه وسلم - على إيمانك وتكبير منه - صلوات الله وسلامه عليه - وفرحة على ما يقع لك من دفعها ومقاومتها، فالحمد لله الذي وفقك لهذا الخير العظيم، فاثبت عليه واعلم أنه لا يضرك ذلك، وأن المؤمن لا يضره ما يلقى في قلبه من نزغ الشيطان؛ لأن ذلك لا سبيل لدفعه إلا بالاستعاذة بالله عز وجل.


 

رد مع اقتباس