عرض مشاركة واحدة
قديم 15-11-2011, 12:45 AM   #5
واثقة بالله
عضومجلس إدارة في نفساني


الصورة الرمزية واثقة بالله
واثقة بالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 26107
 تاريخ التسجيل :  10 2008
 أخر زيارة : 18-06-2013 (07:29 PM)
 المشاركات : 9,896 [ + ]
 التقييم :  183
لوني المفضل : Cornflowerblue


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
جزاك الله خيرا


وهذه فتوى العلامة ابن باز رحمه الله في القيام للقادم والقيام للمدرس:

حكم القيام للقادم
دخل رجل وأنا في مجلس فقام له الحاضرون ، ولكني لم أقم ، فهل يلزمني القيام ، وهل على القائمين إثم ؟



لا يلزم القيام للقادم ، وإنما هو من مكارم الأخلاق ، من قام إليه ليصافحه ويأخذ بيده ، ولا سيما صاحب البيت والأعيان ، فهذا من مكارم الأخلاق ، وقد قام النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة ، وقامت له رضي الله عنها ، وقام الصحابة رضي الله عنهم بأمره لسعد بن معاذ رضي الله عنه لما قدم ليحكم في بني قريظة ، وقام طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه من بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم لما جاء كعب بن مالك رضي الله عنه حين تاب الله عليه فصافحه وهنأه ثم جلس ، وهذا من باب مكارم الأخلاق والأمر فيه واسع ، وإنما المنكر أن يقوم واقفا للتعظيم ، أما كونه يقوم ليقابل الضيف لإكرامه أو مصافحته أو تحيته فهذا أمر مشروع ، وأما كونه يقف والناس جلوس للتعظيم ، أو يقف عند الدخول من دون مقابلة أو مصافحة ، فهذا ما لا ينبغي ، وأشد من ذلك الوقوف تعظيما له وهو قاعد لا من أجل الحراسة بل من أجل التعظيم فقط .
والقيام ثلاثة أقسام كما قال العلماء :
القسم الأول : أن يقوم عليه وهو جالس للتعظيم ، كما تعظم العجم ملوكها وعظماءها ، كما بينه النبي صلى الله عليه وسلم ، فهذا لا يجوز ، ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يجلسوا لما صلى بهم قاعدا ، أمرهم أن يجلسوا ويصلوا معه قعودا ، ولما قاموا قال : كدتم أن تعظموني كما تعظم الأعاجم رؤساءها .
القسم الثاني : أن يقوم لغيره واقفا لدخوله أو خروجه من دون مقابلة ولا مصافحة ، بل لمجرد التعظيم ، فهذا أقل أحواله أنه مكروه ، وكان الصحابة رضي الله عنهم لا يقومون للنبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل عليهم ، لما يعلمون من كراهيته لذلك عليه الصلاة والسلام .
القسم الثالث : أن يقوم مقابلا للقادم ليصافحه أو يأخذ بيده ليضعه في مكان أو ليجلسه في مكانه ، أو ما أشبه ذلك ، فهذا لا بأس به ، بل هو من السنة كما تقدم .


نشرت بالمجلة العربية في باب "فاسألوا أهل الذكر"- مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء الرابع


تنبيه حول القيام للمدرس



أما القيام عند دخول الأستاذ ، فظاهر الأحاديث الصحيحة يدل على كراهته أو تحريمه ؛ كحديث أنس - رضي الله عنه – قال : ((لم يكن أحب إليهم – يعني الصحابة – من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكانوا لا يقومون إذا رأوه ؛ لما يعلمون من كراهيته لذلك )). رواه أحمد والترمذي ، وقال : حديث صحيح غريب .


ولا ينبغي للأستاذ أن يرضى من الطلبة بذلك ؛ لحديث معاوية - رضي الله عنه – أن النبي – عليه السلام - قال : (( من أحب أن يمثل له الرجال قياماً فليتبوأ مقعده من النار )). أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي بإسناد جيد ، وقد حسنه الترمذي .


وأخرج أبو داود بإسناد فيه ضعف ، عن أبي أمامة - رضي الله عنه – قال : خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - متوكأ ًعلى عصى ، فقمنا إليه ، فقال : ((لا تقوموا كما تقوم الأعاجم ؛ يعظم بعضهم بعضاً))[1] . وأخرجه أيضاً أحمد وابن ماجة ، وذكر هذه الأحاديث الحافظ محمد بن مفلح ، في (الآداب الشرعية) ، ص : 464 ، 465 ، المجلد الأول. وقد استثنى بعض أهل العلم من هذه الأحاديث القيام للقادم من السفر ؛ للسلام عليه ومصافحته أو معانقته ، وكذا من طالت غيبته ، واستثنى بعضهم قيام الولد لأبيه ؛ لإكرامه والأخذ بيده ، وقيام الوالد لولده إذا كان أهلاً لذلك ، والمراد : القيام للسلام والمصافحة . وهذا الاستثناء صحيح ، وقد دلت عليه السنة الصحيحة ، منها ما في الصحيحين ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال للصحابة لما قدم سعد بن معاذ للحكم في قريظة : ((قوموا إلى سيدكم ))، والمراد : القيام للسلام عليه ، وإنزاله عن دابته .


وفي الصحيحين ، عن كعب بن مالك : ((أنه لما دخل على النبي - صلى الله عليه وسلم - في المسجد والناس حوله - لما أنزل الله توبته - قام إليه طلحة بن عبيد الله يهرول ، فصافحه وهنأه بتوبة الله عليه ، ولم ينكر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم))[2] ، وأخرج أبو داود والترمذي والنسائي بإسناد جيد عن عائشة - رضي الله عنها – قالت : (( كانت فاطمة رضي الله عنها إذا دخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم قامت إليه ، فأخذت بيده ، وقبلته ، وأجلسته في مجلسها ، وإذا دخلت عليه قام إليها النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ بيدها ، وقبلها ، وأجلسها في مجلسه))[3] .


فهذه الأحاديث صريحة في جواز مثل هذا ، وأنه لا يدخل في القيام المكروه .


وأما ما يفعله بعض الناس اليوم ؛ من القيام للأستاذ ونحوه كلما دخل عليهم لتعظيمه ، لا للمصافحة ونحوها ، وإنما يقومون ثم يجلسون ؛ تعظيماً له واحتراماً ، فلا شك في كراهة ذلك وإنكاره ، وأنه لا يجوز للأستاذ ونحوه أن يرضى بذلك ؛ لما تقدم في حديث معاوية وغيره .


وأحق الناس بامتثال السنة والتأدب بآدابها هم العلماء والمعلمون وطلاب العلم ، ورؤساء الناس وأعيانهم ؛ لأن الناس يقتدون بهم ، فإذا عظموا السنة عظمها الناس ، وإذا تهاونوا بها تهاون بها الناس .


ونبينا - صلى الله عليه وسلم - هو خير الناس وأفضلهم ، وسيد ولد آدم - عليه الصلاة والسلام - وكان لا يرضى أن يقام له ، بل كره ذلك ، ونهى الصحابة عنه ؛ خوفاً عليهم من الغلو ، ومشابهة الأعاجم في القيام لرؤسائهم وعظمائهم ، والله - سبحانه - يقول : لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراًً[4] . وفقنا الله وإياك للعلم النافع ، والعمل به والدعوة إليه ، والله يتولانا وإياك . والسلام .



[1] أخرجه أبو داود برقم : 4553 كتاب الأدب ، باب في قيام الرجل للرجل ، وأحمد برقم : 21158 باقي مسند المكثرين ، باب حديث أبي أمامة الباهلي .


[2] أخرجه البخاري برقم : 4066 كتاب المغازي ، باب حديث كعب بن مالك ، ومسلم برقم : 4973 كتاب التوبة ، باب حديث توبة كعب بن مالك وصاحبيه .


[3] أخرجه أبو داود برقم : 4540 كتاب الأدب ، باب ما جاء في القيام ، والترمذي برقم : 3807 كتاب المناقب ، باب ما جاء في فضل فاطمة بنت محمد - صلى الله عليه وسلم - .


[4] سورة الأحزاب ، الآية 21 .


منقول



 

رد مع اقتباس