السحر في المغرب !
دخان البخور يتصاعد وسط همهمات غير مفهومة,,, أحجبة وتمائم يضعها البسطاء في صدورهم,,, فناجين القهوة ترسم أحداث المستقبل,,, خطوط الكفوف تنبئ بغد صاحبها,, أموال طائلة يطلبها «العفاريت» في العلن وتدخل حسابات السحرة في الخفاء!
هذه هي مفردات عالم غريب مليء بالألغاز والمفاجآت والأوهام، عرفته البشرية منذ فجر التاريخ ومازالت ممارساته رائجة حتى اليوم,,, انه عالم الجن والسحر المغلق على رواده وزبائنه ونجومه الذين يحددون قانونه وأدواته وطقوسه وأسعاره!
,, هناك في أقصى شمال أفريقيا تقع المغرب,,, تلك البلد الساحرة المقطوعة من أحضان الطبيعة والمفتونة بعشق السحر والسحرة.
يلعب القمر دوراً مهماً في الكثير من الطقوس السحرية في المغرب, فهو يمارس تأثيره بشكل إما ايجابي أو سلبي، بحسب درجة نموه وموقعه وحتى حسب الشكل الذي يظهر به في السماء, وفي يومية السحرة يناسب النصف الأول من الشهر القمري القيام بأعمال السحر الدفاعي، بينما لا تنجح وصفات السحر المؤذية إلا ابتداء من اليوم 15 منه.
ومن المعتقدات القديمة لدى المغاربة، أن القمر هو حورية تولد في أول الشهر وتموت بمتامه، وفي كل شهر يولد ويموت قمر مختلف، حتى درج المغاربة على القول لبعضهم البعض ان «الشهر قد مات»,,.
وهنا تبدأ كائنات الخفاء في التجمع من حولها بكثافة, وإذا كانت الساحرة فاقدة لعذريتها، فإن في وسعها أيضا أن تتحدث إلى أولذاك الجن الذين يقتربون منها ليسألوها حاجتها, وبعد ان تحصل الساحرة على ما شاءت منهم، تضع صحنا كبيرا به ماء فوق قبر حديث الدفن، وتتوجه صوب القمر مرددة:
يا كمرة، يا طالعة من مرارة
يا لابسة الدنيا كيف الغرارة
اعطيني ثلاثة يهود وثلاثة نصارى
يجيبوا لي فلان ولد فلانة
وخا يكون في بغداد,,.
ومن اللسان العامي المغربي، نستطيع نقل «دعاء القمر» هذا إلى العربي الفصيح على النحو التالي:
أيها القمر الطالع من المرارة
يا من يلبس الدنيا مثل الغرارة
اعطني ثلاثة من اليهود وثلاثة من النصارى
ليأتوني بفلان بن فلانة
ولو كان في بغداد