عرض مشاركة واحدة
قديم 22-09-2003, 11:55 AM   #3
رسيـــل
( عضو دائم ولديه حصانه )


الصورة الرمزية رسيـــل
رسيـــل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3848
 تاريخ التسجيل :  04 2003
 أخر زيارة : 17-11-2010 (02:11 AM)
 المشاركات : 3,131 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


المرأة في الحضارة اليونانية:

لم يكن التشريع الإغريقي يعترف بحقوق المرأة فهو يعتبرها مخلوقاً تقل قيمته الإنسانية عن قيمة الرجل، يعلن عن ذلك أرسطو في قوله: "إنَّ الطبيعة لم تزود المرأة بأي استعداد عقلي يعتد به، ولذلك يجب أن تُقتصر تربيتها على شؤون التدبير المنزلي والأمومة والحضانة وما إلى ذلك"، كما نجده وضع المرأة في مرتبة المحجور عليهم الذين ليس لهم أهلية التصرف في أنفسهم، فقال:

أ- العبد ليس له إرادة.

ب- الطفل له إرادة وهي ناقصة.

ج- المرأة لها إرادة وهي عاجزة.

وظلت المرأة اليونانية سليبة الحق مهضومة الجانب، تتزوج بدون رضاها وتحرم من الثقافة والتعليم، فكل شؤون الحياة الخارجية لاتهم إلاَّ الرجل حتى سمي المجتمع اليوناني بنادي الرجال[10]، وانطلاقاً من نظرة اليونانيين السيئة إلى المرأة اختلفوا فيها: هل هي بشر؟ وهل لها نفس ناطقة؟ وعلى فرض كونها إنساناً فهل وضعها بالإضافة للرجل وضع الرقيق بالإضافة إلى مولاه أو أرفع بقليل؟ وتجسداً لها التفكير كان شأن المرأة في بيت الرجل شان خادمة بسيطة وظيفتها قضاء الحوائج البيتية والجنسية فقط، وللرجل الحق في أن يهديها أو يوصي بمتعتها لمن يشاء، وله منعها ما يتجاوز ثمنه قيمة ستين كيلو جراماً من الشعير[11]. وكانت نتيجة ذلك أنَّ كثر عدد البغايا، وأصبح عدد الأبناء غير الشرعيين وافراً؛ إذ تمردت المرأة على المجتمع لسوء معاملته لها، وخرجت عن حدوده وقوانينه فكان منهن من تتخلص من أعباء الأمومة فتلقي أبناءها على قارعة الطريق[12].

المرأة في الحضارة الرومانية:

كانت المرأة تعامل في القانون الروماني كالأطفال والمجانين فهي فاقدة الأهلية، وقانون الألواح الاثني عشر قد نصَّ على أنَّ أسباب انعدام الأهلية صغر السن والجنون والأنوثة. وكان لرب الأسرة أن يبيع من يشاء ممن هم تحت ولايته، وجاء قانون الألواح وحصر حق البيع في ثلاث مرات للابن بحيث إذا باع الأب ابنه ثمَّ عاد واشتراه، ثمَّ باعه، ثمَّ اشتراه، ثمَّ باعه فيصبح حراً من سلطة رب الأسرة، بينما تظل البنت تحت سلطان رب الأسرة حتى يموت، وهذه السلطة تمتد إلى الزوجات، وهي تشمل البيع والنفي والتعذيب، بل والقتل[13].

المرأة عند عرب الجاهلية:

لقد عاش العرب في جاهليتهم على نظام قبلي مضطرب تفرض فيه سلطة الأقوياء على الضعفاء، وتجعل حق التصرف على يد الجبابرة العتاة، فكانت القبيلة تجد في سواعد فتيانها من الحماية ما لا تجده في معاصم فتياتها، وهو ما دعا إلي إيثار البنين على البنات، وتفضيل الذكور على الإناث قال تعالى:(وإذا بُشِّر أَحدُهُم بالأُنثى ظلَّ وَجْهُهُ مُسودّاً وهُوَ كظيم * يتوارى من القوم من سُوءِ ما بُشِّر به أيُمسِكُهُ على هُونٍ أم يًدُسُّه في التُّرابِ ألا ساء ما يحْكُمُون)[14].

وقد يدعو الجاهلي هذا القنوط ويدفعه التهور إلى التخلص من ذلك العبء الثقيل عليه فيسرع إلى وأد المولودة يقول تعالى : (وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ* بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ)، وإذا سلمت من الوأد، وأبقيت على قيد الحياة فلا يفتأ الأب يعتبرها حملاً ينوء به كاهل القبيلة[15]، حيث لا تكون نصرتها إلاَّ بكاء، ويراها عديمة الفائدة، كما أنكروا حقها في إرث الأب والزوج، قد تعتبر هي بذاتها إرثاً تكون من نصيب أحد ورثة الزوج [16].

وعلى الرغم من القسوة التي وجدتها المرأة في أكثر الأوساط الجاهلية البدائية فقد استطاعت أن تظهر مزاياها وتحتل مكانة شريفة في بعض الأوساط الثرية الحاكمة، حيث أعلا شأنها عند ذويها، حتى كان بعض ملوك شمال الجزيرة ينتسبون إلى أمهاتهم كالمنذر بن ماء السماء ملك الحيرة، وعمرو بن هند، كما كان الكثير منهم يكنى بابنته مثل النابغة الذبياني فيدعى أبا دمامة[17].

فلقد كانت المرأة في هذه الأوساط موضع تقدير الرجل ورعايته وعطفه، وأشركها في شؤون الحياة العامة والخاصة، أمَّا في غير هذه الطبقة الاجتماعية فلم تستطع المرأة أن تتخلص من ذلك الوضع الغالب الذي لقيت فيه أنواعاً من العنت، وألواناً من المهانة، وصوراً بشعة من القسوة، إذ كانت البيئة بدائية محاربة، ولا احتكام فيها إلاَّ إلى القوة والطغيان، فكانت المرأة في هذه الطبقات الضعيفة من المجتمع مضطهدة مكلومة لا تجد القانون الحامي، ولا العون الاجتماعي، ولا الاعتراف بإنسانيتها. وهكذا كانت المهانة تسود وضعها العام، فكما نالها الوأد وقهرها العضل، وعوملت بأنواع بشعة من الأنكحة: كالاستبضاع، والرهط، ونكاح الإماء، والمتعة، والشغار. وسلبت شرعية التصرف المادي والمعنوي.




واخيرا الموضوع منقووووووووول للاطلاع ولعموم الفائدة


 

رد مع اقتباس