عرض مشاركة واحدة
قديم 20-07-2012, 03:41 AM   #3
يحيي الزهراني
عضـو مُـبـدع
دكتوراه في علم الادويه


الصورة الرمزية يحيي الزهراني
يحيي الزهراني غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 36991
 تاريخ التسجيل :  01 2012
 أخر زيارة : 12-03-2023 (01:08 AM)
 المشاركات : 284 [ + ]
 التقييم :  10
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Black


بسم الله الرحمن الرحيم

حياك الله اختي السويدي مره اخري .. واشكرك علي تفصيل الحاله التي تمري بها .. واقدر شعورك واحس بالشي الذي تحسي فيه حاليا .. اود ان افصل لك كل شئ وبالتفصيل الممل .. حتي نتوصل الي حل مقنع بأذن المولي عز وجل
من الواضح ان الحاله هي عباره عن وسواس الموت والخوف من الموت لانني اراء بان الحاله الخوف الشديد من الموت هذا وانت مررتي بحالات اكثر ومع مرور الايام تطورت الحاله الي ان ما وصلت الي ما انتي عليه الان
الوسواس القهري منتشر جداً ، وتعتبر الوساوس المتعلقة بالدين والعبادات أكثرها شيوعاً ، ويرجع ذلك لارتباط الوساوس ببيئة الناس ومعتقداتهم ، ومع أن الوساوس متعلمة ومكتسبة في الأصل ، إلا أنه قد أُثبت الآن أن هنالك مكون كيميائي أيضاً يرتبط بإفراز مادة في المخ تعرف باسم (سيروتنين) .
إن مشكلتك الحقيقية هي أنك لديك ميول عام للقلق النفسي، وهذا شكّل أرضية وقاعدة قوية جدًّا لأن تظهر عندك أعراض الخوف من الموت، والتي رُبطت ارتباطًا وثيقًا بلسعة العقرب، وحدث لك ما يعرف بالارتباط الشرطي، أي أن هذه الوخزة التي أحدثها العقرب يُعرف أن بعض الناس قد يموتون بعد ذلك، وعلى مستوى العقل الباطني ترسخت لديك فكرة الموت، وضعف التركيز واضطرابه والتشويش المصاحب له هو بالطبع جزء أساسي من حالة القلق النفسي التي تعانين منها

حالتك تطورت وأصبحت تعانين بتغير حول ذاتك ووجودها ومحيطها، وهذا يُسمى باضطراب الأنّية، أو التغرب عن الذات، وهو أيضًا نوع من القلق النفسي، إذن حالتك كلها تتمركز حول المخاوف القلقية، ومن الطبيعي حين يُصاب الإنسان بهذه الحالة يُصبح موسوسًا حول هذه المخاوف.

هذا هو تشخيص حالتك، والذي أنصحك به هو أن تحاولي جهدك لتناسي هذه الأعراض، وعليك أن تحاوري نفسك وتقولي: (ليس هنالك ما يجعلني أضخم وأنشغل بهذه الأفكار، فهي أفكار قلقية وليس أكثر من ذلك).

الخوف الذي تعانين منه فيه ما يعرف بالقلق التوقعي، أي أنك تربطين أحداثاً معينة بالموت، ومن المنطقي جدًّا أن تصححي هذه الفكرة بأن الموت لا رابط له وأن الإنسان إذا كان يعرف وقت موته لأخذ التحوطات، كما قال الله تعالى آمرًا نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله: {قل لا أملك لنفسي نفعًا ولا ضرًّا إلا ما شاء الله ولو كنتُ أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء}، ولكن أجل الله إذا جاء لا يؤخر، وقال سبحانه: {قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله}، والخوف من الموت لا يزيد في عمر الإنسان ولا ينقصه مطلقًا مصداقًا لقوله تعالى: {فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون}.




أنا أعرف أنك مؤمنة، وأعرف أنك مقتنعة بكل الذي قلته، وأعرف أن هذه مخاوف قلقية متسلطة عليك، لكن الجزئية التي ذكرتها لك أيضًا هامة جدًّا لدفع هذه الأفكار وهذه الوساوس.

العلاج الدوائي أبشرك أنه توجد أدوية ممتازة، وأدوية فعالة، وأنت في حاجة إلى دواء واحد، أرجو أن لا توسوسي حوله أبدًا، فهو إن شاء الله فيه نفع كبير وخير كثير لك، وأهمية الدواء نشأت وارتبطت بأن حالات المخاوف والقلق والوساوس هي في الأصل ناتجة من اضطراب كيميائي يحدث في المخ، ويتعلق هذا الاضطراب بمادة تسمى السيروتونين يحدث عدم انتظام في إفرازها أو ضعف هذا الإفراز، وهنالك أناس لهم قابلية أكثر لهذه التغيرات من بقية الناس، ولذا تظهر الأعراض عند بعض الناس ولا تظهر عند الآخرين، وما دام الأمر يرتبط بحالة بيولوجية كيميائية فيعتبر الدواء مهماً.

أرجو أن تقتنعي بهذه الحقائق، والشيء المفرح أيضًا كما ذكرت أن الأدوية الحديثة سليمة جدًّا، وأنت في الحقيقة لست في حاجة إلا إلى دواء واحد، الدواء يعرف باسم (سبرالكس) واسمه العلمي هو (استيالوبرام)، الحبة تتكون من عشرة مليجرام، وهنالك حبة أخرى تتكون من عشرين مليجرامًا، وأعتقد أنك في حاجة للحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام فقط، ابدئي في تناولها بجرعة نصف حبة (خمسة مليجرام)، تناوليها يوميًا بعد الأكل، يمكنك أن تتناوليها ليلاً أو نهارًا، وبالطبع إذا حدث لك نعاس في أثناء النهار فثبتي الجرعة ليلاً، وبعد مضي عشرة أيام وأنت على نصف حبة ارفعي الجرعة إلى حبة كاملة، واستمري عليها مدة ستة أشهر، وبعدها خفضي الجرعة إلى نصف حبة يوميًا لمدة شهر، وبعد ذلك يمكنك أن تتوقفي عن تناول هذا الدواء.

الشق الآخر في العلاج هو الاجتهاد السلوكي آخر يفيدك كثيرًا -إن شاء الله- وهو تطبيق تمارين الاسترخاء، وهذه التمارين متعددة، من أبسطها تمارين التنفس المتدرج، ولتطبيق هذه التمارين اجلسي في غرفة هادئة، يمكنك أن تضطجعي على السرير أو تجلسي على كرسي مريح، أغمضي عينيك، افتحي فمك قليلاً، بعد ذلك خذي نفسًا عميقًا وبطيئًا عن طريق الأنف، ولابد أن يكون هنالك تركيز مطلق، بعد ذلك أمسكي الهواء قليلاً في صدرك، ثم أخرجي الهواء عن طريق الفم، ولابد أن يكون إخراجه أيضًا بقوة وبطء، هذا التمرين يكرر خمس مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء، واستمري عليه لمدة ثلاثة أسابيع، ثم اجعليه مرة واحدة في اليوم لمدة أسبوعين أو ثلاثة، ثم يمكن التعاطي معه عند اللزوم، أي متى ما شعرت بأن هنالك أي ضيقة في صدرك.

أخيرًا: ممارسة الرياضة تعتبر أمرًا فاعلاً وجيدًا لامتصاص القلق والمخاوف والتوترات العضلية، خاصة المتعلقة بالشعور بالضيق في الصدر، فحاولي أن تكوني حريصة على ممارسة أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة.


أسال الله لك الشفاء




 

رد مع اقتباس