نفساني - عرض مشاركة واحدة

02-07-2013, 12:07 AM

وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته ..

أتعلمين يا بنيتي نبراس .. حينما يشتد الألم و حينما يقسو علينا الوجع و يكسرني اليأس كل ما نريده في تلك اللحظات هو ان يتوقف هذا الألم .. فقط .. أريده فقط أن يتوقف ..
أشعر الآن بما تشعرين .. أشعر بالذي يقبض على صدرك و بالكاد تستطيعين التنفس ..
إن كنت ترغبين بالموت و الإنتحار .. فلقد حاولت الانتحار ليس مره .. بل مرتان .. الأولى كانت حينما كنت في سن الخامسه عشر .. هل لك ان تتخيلي فتاه تبلغ هذا السن و ترغب في الموت !!
و في كل مره كانت رحمة الله أكبر من ألمي .. اتسمعين يا قرة العين .. كانت رحمة أكبر من ألمي ..
لا استطيع تخيل نفسي لو أنني نجحت في قتل نفسي .. بل أنني لا أريد ..

لماذا كل هذا الشقاء ؟ لماذا كل هذا العذاب الذي نكابده ؟ لماذا أنت بالذات تعانين من هذا المرض ؟
انا متأكدة انك طرحت هذه الأسئلة على نفسك الآلاف المرات لكن كنت تقولينها و أنت في حالة غضب اليس كذلك ..

الآن حاولي التنفس بعمق .. نعم أنا لا أمزح .. أعلم انك في حال صعب .. لكن حاولي معي يا بنيتي العزيزة ..
و أسالي نفسك لما كل هذا العذاب .. لماذا تمرضين أنت دون العالمين أجمع ؟

دعيني اخبرك بقصة صغيرة ..
في احدى المرات التي كان الاكتئاب يستبد بي و يطغى .. احاول ان ابحث عن ما يسلي نفسي و يواسيها .. التفت بجانبي و اجتذبت القرآن
و بدأت اقرأ ..أتعلمين يا نبراس كنت أقرأ و انا ابحث عن شيئ لا أ علم ما هو كأن لدي سؤال و ابحث عن إجابته في الآيات اقرأ الآيات بتمعن علني أجد مبتغاي الذي
لا أعرف هو ... وصلت الى إحدى الصفحات و قلت خلاص هذه بتكون آخر صفحة أقرأها ..

ثم قرأت هذه الآيه .. و كأن شخصاً قد رطم رأسي .. شعرت أنني وجدت ما أبحث عنه ..
قرأت هذه الآيه ..

أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا و هم لا يفتنون ..

جلست اعيد قرأتها حتى استوعبت المعنى ..

يعني يا تباشير بتقولين انا مؤمنه و ما نجربك ما نفتنك .. اجل كيف يعرف ايماني صحيح او بالأصح حقيقي دون فتنه ..

أنت الآن يا بنيتي الغالية في فتنه .. و فتنه صعبه و قاسية .. و هنا يكون الافتتان و الامتحان ..
إذاً ما العمل .. ما السبيل يا ناس إنني أتعذب ..

أقولها لك و بكل صدق و صراحه أقولها من شخص عانى في حياته من أمر لمدة ثلاث و عشرون عام أقولها لك و بكل ثقة ..
علقي قلبك بالله .. و لا غيره .. فلا كاشف لهمك إلا هو و لا شافيك إلا هو ..

أدعي الله في كل أحوالك .. افرشي سجادتك و ادعيه و اشكي اليه حالك و ابكي و حتى اصرخي .. تضرعي تحت رحمة ارحم الراحمين .. لقد كنت ادعوا الله في كل أحوالي ان يكشف همي و يجلي همي
لثلاث و عشرين عام .. حتى أنني قلت في نفسي لو انني دعوت الله أن يرزقني الفردوس الاعلى طوال هذه السنوات لكان افضل الله ... و لكن الحمد لله على كل حال ..

يا بنيتي الغالية مهما بدت لك الامور سوداء و من غير الممكن من تغير الحال .. او بدى لك أنه لا فرج .. فانت أقرب الى الفرج أكثر مما تظنين ..
علقي قلبك معه .. علقي قلبك معه .. فلن يخيبك الله .. اكرم من اعطى و اجود من سئل .. و ارحم الراحمين ..

سادعوا لك من اعماق قلبي ان يشرح الله صدرك و يفرج همك و يشفيك عاجلا غير اجل .. و يزيل همك و يكشف غمك و يربط على قلبك .. و يلم شعاث نفسك و يرزقك الطمـأنينة و السلام ..
و راحة لا تغادرك أبدا .. آمين ..

سأطمئن عليك في االغد .. لذا ارجوك .. ارجوك يا بنيتي .. انتبهي لنفسك .. دعواتي تحيط بك ..