1) من كان يقدر يناقش ما قاله الشيخ فقرة ، فقرة ، وترد بضاعته إليه ؛ بأدلة شرعية ، فهذا ما يتمناه كل حكيم ، أما التقول على الله بغير علم ، ولا سؤال أهل الذكر ، ولا مناقشة أدلة من نختلف معه في المسائل الاجتهادية ، فكل ذلك من علامات اتباع الهوى . واتباع الهوى يجلب المعيشة الضنك ، وتسلط الشياطين ، والأمراض النفسية وأمور كثيرة لا يعلمها إلا أهل التخصص .

2) وأيضا هناك سنن للمولى لا تتبدل ولا تتحول ، فمن كان يبحث عن علاج، فعليه معرفة تلك السنن ، ومعرفة تلك العلاقة التي بين النصوص الشرعية والأمراض النفسية . مثل التوكل والتقوى وما يثمر عنهما ، إلا إن كنا نعتقد أن الله يخلف وعده .

3) إن كنا نعتقد أن الله لا يخلف وعده ، فلنبحث عن الأسباب الحقيقية ، وفقا للمفهوم الشرعي ، فإذا وجدنا فيه قبس من نور يدل على أسباب المرض النفسي ، وجب تقديمه على غيره من كلام البشر ..أو التوفيق بينهما ، فإن لم نفعل ولم نتبع ، فلا نلومن إلا أنفسنا ، وما كان الله بظلام للعبيد .

4) يلزم ثم يلزم من وجود المرض النفسي ، في ظل وجود حسن التوكل والتقوى .. أن الله أخلف وعده . وحاشاه لله أن يخلف وعده . ولعل الله ييسر قريبا نشر بحث (( الأمراض النفسية وعلاقتها بضعف التوكل والتقوى )). وقد قطعت شوطا طويلا فيه ولله الحمد . وقد لا ييسر الله نشره في المنتدى ، فحينها على من يجده أن يتكرم بنشره هنا لعل بذلك تعم الفائدة بإذن الله ،فالمستخير ليس كغير المستخير ، فالمستخير يرضى بما يسره الله ويعلم أنه خير له . ويعلم أن الله حكيم ، ويعلم أن الله يعلم أين يجعل رسالته .
قال سبحانه :
(( اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ (124) . الأنعام .

5) وفي الختام أسأل المولى أكون قد وفقت في هذه العجالة في إيضاح أمور كان فيها لبس أو إشكال .. ولا حرج إذا كان أحد عنده إشكال أو سؤال بخصوص ما تقدم فقط . أن يطرحه ، لتعم الفائدة ، وتتم الإجابة إن يسر المولى من طرفي أو الشيخ . والحمد لله رب العالمين .

وفق الله الجميع .اللهم آمين .