نفساني - عرض مشاركة واحدة

16-03-2004, 12:45 AM

أتفق معك تماماً أن المجتمع ونظرته للأمور قد تجعل الناس يقبلون أو يرفضون أمراً ما ، ولكن نحن لنا أن نأخذ من العلماء أدلة شرعية ونسمع آراؤهم وأوجه الدلالة عندهم لنعرف صحة الحكم الشرعي. لهذا لا يهمنا نظرة المجتمع لأمر ما بقدر ما يهمنا
يقول علماء الفقه أن الحكم الشرعي الذي ورد فيه نص صريح صحيح لا يتغير بحال من الأحوال . أما الحكم الذي يؤخذ عن طريق القياس قد يتغير بتغير الزمان والمكان .

ولأنه ليس هنا دليل صريح على تحريم قيادة المرأة للسيارة أو غيرها فإننا نأخذ بالقياس و ترجيح المصالح :
قاعدتان فقهيتان مقررتان عند العلماء :
القاعدة الأولى: أن ما أفضى إلى محرم فهو محرم. والدليل قوله تعالى: (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم) [الأنعام: 108] فنهى الله سب آلهة المشركين – مع أنه مصلحة – لأنه يفضي إلى سب الله تعالى.

القاعدة الثانية: أن درء المفاسد – إذا كانت مكافئة للمصالح أو أعظم – مقدم على جلب المصالح. والدليل قوله تعالى: (يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما) [البقرة: 219] وقد حرم الله الخمر والميسر مع ما فيهما من المنافع درءاً للمفسدة الحاصلة بتناولهما.

اسمعي يا أم مروان .. وركزي جيداً في وجهة نظري ولك أن تأخذيها أو ترفضيها
لقد خلق الله الذكر والأنثى من نفس واحدة ، والسؤال الذي أوجهه لنفسي ؟
لماذا أمر المرأة بالحجاب ؟ لماذا أمرها بطاعة زوجها ؟ لماذا نهى عن تولية المرأة أمور العامة ؟ لماذا كان لابد للمراة من ولي لأمرها ؟ لماذا لا يجوز لها أن تبدي زينتها ؟ لماذا لا يجوز لها السفر وحدها ؟ لماذا لا يسمى المولود باسمها ؟ لماذا ليس لها العصمة في الزواج ؟ لماذا ليس لها تزويج نفسها(عند الجمهور) ؟؟
أليس في هذا تعطيل لمصالح كبيرة وكثيرة ؟؟
أنا أؤمن تماماً أن في هذا تعطيل لمصالح كبيرة و خلف كل هذه المصالح توجد مفاسد عظيمة ولولا هذه التشريعات لوقعنا في محظورات كبيرة .
وأؤمن أيضاً أن قيادة المرأة للسيارة من هذه الأمور التي بتحريما تتعطل مصالح كثيرة ولكن نتجنب مفاسد أكثر ( وخاصة اذا أخذنا بمنظور عام للمجتمع كامل وليس لفرد بعينه) .

المسألة الأخرى : أن المصلحة التي لا تتحقق الا بمحظورات شرعية فترك المصلحة حينها واجب . والحج أكبر وأول دليل فلا يجوز للمرأة الحج بدون محرم ولو لم تجد محرماً فإنه يسقط عنها الحج ، فما بالك بالعمل أو السوق أو غيرها ؟ إذا لم تتيسر للمرأة ظروف مناسبة للعمل أو السوق فلا بأس أن تتخلى عنه وفي الشرع ما يضمن حقوقها من حق النفقة الى حق الرعاية الى غيرها من الحقوق الواجبة على الرجل .

المشكلة أننا دائماً ننظر الى المشكلات الشرعية من جهة شخصية بحتة بحيث ننظر الى نوايا الشخص و مقاصده ومصالحه فقط ، بينما المفروض أن ننظر من زاوية أشمل هي زاوية المجتمع كاملاً بما فيه من ضعاف النفوس وبما فيه من مجرمين وأن ننزل الى الشارع الى الواقع لا أن نتحدث من أبراج عاجية .

سيدتي ام مروان تأثير المجتمع على الحكم الشرعي قد يحصل في كل بلد ( فأحدهم يبيح الدخان للأغنياء وآخر يبيح زواج المسلمة من النصراني والآخر يحرم صوت المرأة !!! ) ولكن واجبنا نحن ألا نقف عند هذه النظرة بل نتعدى ونصل الى الدليل الشرعي ونسمع من كل العلماء ونقرأ في كل الكتب وخاصة في القاضيا الاجتهادية وهي الأكثر في الفقه الاسلامي .. وعندها لك أن تأخذي بما اقتعتي به من آراء ولكن ليس لي أنا ولا لك أن نفرضه على المجتمع أو نطالب بتقنينه .

في الأخير أعتذر عن الاطالة ولكني شغوف بمثل هذه النقاشات وقد أعييت كثيراً من طلبة العلم خاصة وأنا أتلبس بلباس المؤيد لقيادة المرأة للسيارة أو لكشف وجهها أو حتى على صعيد المذاهب والطوائف ،، وأخيراً يبقى الحوار لصالحي فأنا المستفيد الأول من عقول الآخرين :)