|
الوساوس أفسدت ديني ودنياي
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه، وبعد:
فقد أمرنا الله تعالى بالاستعاذة من الشيطان الرجيم في مواطن كثيرة من القرآن الكريم، فقال سبحانه (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم)، وقال سبحانه (وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون)، وغيرها من الآيات، وفي الحديث عن عبدا لله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا دخل المسجد قال: «أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم، قال نعم. قال: فإذا قال ذلك، قال الشيطان: حفظ مني سائر اليوم» رواه أبو داود بإسناد حسن وصححه الألباني.
و يتأكد التعوذ من الشيطان عند الإحساس بنزعاته ووسوسته: لقوله تعالى: (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ) [الأعراف: 200]، قال القرطبي: وقد حكي عن بعض السلف أنه قال لتلميذه: ما تصنع بالشيطان إذا سول لك الخطايا؟ قال: أجاهده. قال: فإن عاد؟ قال: أجاهده. قال: فإن عاد؟ قال: أجاهده. قال: هذا يطول، أرأيت لو مررت بغنم فنبحك كلبها ومنع من العبور ما تصنع؟ قال: أكابده وأرده جهدي. قال: هذا يطول عليك، ولكن استغث بصاحب الغنم يكفه عنك. . . وهنا يقال استعذ بالله تعالى واستعن به يكف عنك كيد الشيطان ووساوسه.
و هنا يقال إن الكلام يجب أن ينصب على علاج المشكلة التي تعاني منها، وليس على الحكم المترتب على ما تذكره من أعراض لهذه المشكلة، فعلاج المشكلة أهم من الحكم على إفرازاتها.
هذا الوسواس الذي تعانون منه يحتاج علاجه إلى :
-الاستعانة بالله تعالى، ولزوم الاستغفار، والإكثار من الاستعاذة بالله تعالى من الشيطان الرجيم.
وختاماً أوصيكم بالأمور التالية:
1- المحافظة على الفرائض من الصلوات الخمس في أوقاتها مع جماعة المسلمين، فإن الشيطان بعيد عن الجماعة، قريب من المنفرد.
2-العناية بأذكار الصباح والمساء بشكل كبير، فإنها حصن بعد الله تعالى من الشيطان الرجيم.
3- عدم الانسياق مع تلك الوساوس، والانشغال عنها بما يفيد، من قراءة القرآن، أو غيرها من العبادات، أو حتى بالمباحات، المهم أن لا نترك فراغاً يتسلط فيه الشيطان بالوسوسة.
4- ممارسة الرياضة المفيدة، كالمشي والجري ونحوهما، لما له أثر من إتعاب البدن، وبالتالي عدم إتاحة الفرصة للشيطان للتسلط والوسوسة.
5- الحزم في أمور الطهارة والصلاة، وعدم الالتفات إلى التردد والشك مطلقاً، لأن هذا هو مدخل الشيطان على كثير من الموسوسين.
6- تذكرو دائماً أن الله تعالى ما أنزل داءً إلا وله دواء، فاجتهدوفي طلبه بما ذكرته لكم، والله تعالى معين لكم .
أسأل الله تعالى أن يكشف غمك، وأن يكفيك أمر ما أهمك، وأن يبعد الشيطان وكيده ووسوسته وتحزينه عنا وعنك وعن كل مسلم، والله الموفق.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه
المستشار: د.ماجد الزميع
|